إنّ الكاتب العربي غالباً ما يكتب بتقلّباته المزاجية وفياضانات فكرية متأثرة بمجتمعه العربي الذي يسعى إلى ترويضه بدلاً من دعمه وتطويره. حين قرأت الكتاب لأول مرة شعرت بأن الصرخة ثلاثية الأبعاد أخذتني إلى الواقع الذي نهرب منه كل يوم، إلى الحقيقة المأسوية التي نخفيها تحت...
إنّ الكاتب العربي غالباً ما يكتب بتقلّباته المزاجية وفياضانات فكرية متأثرة بمجتمعه العربي الذي يسعى إلى ترويضه بدلاً من دعمه وتطويره. حين قرأت الكتاب لأول مرة شعرت بأن الصرخة ثلاثية الأبعاد أخذتني إلى الواقع الذي نهرب منه كل يوم، إلى الحقيقة المأسوية التي نخفيها تحت أقنعتنا اليومية. إننا مجتمع اعتاد على الألم، وما من كاتب عربي لا يعرف الألم. يتكلم ابراهيم عيسى عن مغامرته الثلاثية، يتأرجح قلمه على زخّات فقدانه والده، فرح يرحل في شبابه، ثم حبيبة لا ندري إنْ كانت القاتلة أم المقتولة أم الاثنتين معاً، أخيراً إلى وطن أشبعه سموم الطائفية. إنه واقعنا جميعاً، فمن يفقد أباً يفقد وطناً، ومن فقد وطناً طبعاً فقد حبيبة؛ فالحب وطن كل منا ومن لا يسعى إليه؟ ومن فقد حبّاً فقد كل شيء، هذا ما قصده الكاتب بأسلوبه الخاص. قراءة هذه الرواية تشعرك بالأسى على القلم العربي الذي ينحني مرات عديدة طوعاً في زمن ترتفع فيه أصوات الطائفية القاتلة. أأنعيك الأمل أم لا؟ لست أدري، ولكن أتمنى أن تكون هذه الرواية وهذا الحب في زمن أنفلونزا الطائفية له تأثير في رجل واحد من رجال الكراسي. ولكنني متيقنة جداً بأن وقعه سيكون قيّماً لجيل قادم. م.ف. ابراهيم عيسى، لبناني من مواليد 1984. عمل في المسرح الاستعراضي الذي اهتمّ بدراسته. "إلى اللقاء… قاتلتي" هو العمل الأول له.