-
/ عربي / USD
كلنا ذات يوم، امتلكنا فرحة عارمة بحصول العائلة على تلفاز أو مدفتة جديدة؛ كم تهللت الوجوه وكم لمعت أسنان الإبتسامة، لكن العائلة اليوم تحصل على أكثر من جهاز تقني جديد، بينه وبين المقتنيات القديمة مسافة شاسعة في المظهر والأداء والمضمون، بيد أنه مع هذا لا تزهر إبتسامات مماثلة ولا تحضر فرحة مشابهة مثل فرحة الأيام القديمة في حديقة الذكريات المزدحمة.
كنا ننتظر السعادة في علب التكنولوجيا الجديدة، لكن التكنولوجيا اليوم تتضافر عن منح مثل ذلك الشعور الدافئ البريء للفرد والأسرة والمجتمع، لا سعادة عن دون تكنولوجيا؛ ليس في ذلك شك في عالم محاصر بشركات الإنتاج التقني، لكن حضور التكنولوجيا لا يعني حضور السعادة، هذه هي إشكالية الحياة الراهنة اليومية. فالتكنولوجيا والعلم إذ يسدان ثغرة في قلق الوجود، يفتح لنا أخرى مماثلة في وجودية القلق القابع في أعماق ماهياتنا المتحولة في الحركة الجوهرية للكون والحياة والإستفهام.
من هنا، تم إستحضار البحث السولاستيكي التراثي المدرسي القديم حول السعادة، على الرغم من مقولات الفارابي وابن سينا وحتى براتراند راسل، حول سعادة، لم تعد ذات قيمة عملية اليوم، خصوصاً وأنها كتب تحمل هواجس الدفاع عن اليقين المتعال أو تفكيكه، وهي مسألة نخبوية لا شعبية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد