… لم تستطع النوم.. ثمة أحلام تأتي إليها. وثمة أحلام تحاول أن تستدعيها، اختلط عليها الأمر، ما بين الحلم واليقظة نهضت مسرعة من السرير، ثم ابتدأت بتجميع الغسيل، كان القرار أن تغسل اليوم. لم تستطع التفريق بين الملابس التي هي بحاجة إلى الغسل وبين تلك التي لا ليست بحاجة إلى ذلك....
… لم تستطع النوم.. ثمة أحلام تأتي إليها. وثمة أحلام تحاول أن تستدعيها، اختلط عليها الأمر، ما بين الحلم واليقظة نهضت مسرعة من السرير، ثم ابتدأت بتجميع الغسيل، كان القرار أن تغسل اليوم. لم تستطع التفريق بين الملابس التي هي بحاجة إلى الغسل وبين تلك التي لا ليست بحاجة إلى ذلك. أسرعت يداها و كأنّ ليديها قوة منعزلة عن بقية أنحاء جسمها، امتدّت يداها لتختار الملابس البيضاء والبيضاء فقط. هي لم تعِ اختيارها إلّا لاحقاً. أمسكت بالشراشف البيضاء، أمسكت بأثواب زين البيضاء، قمصان يحيى، عباءته، وضعتها في طشت كبير كبير جداً ثم غمرتها بالمياه. حدّقت إلى مياه الطشت، أحبّت أن ترى بعضاً من الاعتكار في المياه، لترى كيف تتْرك الشوائب والغبار مكانها الموقّت من الملابس لتذوب في المياه. نجوى الزهار، أردنية من مواليد سوريا. تعمل منذ أكثر من 12 سنة في العمل التطوعي في مركز الحسين للسرطان عبر جلسات مستمرة في المركز وخارجه، كما تعمل منذ أكثر من 4 سنوات في العمل التطوعي مع الأطفال الذين فقدوا البصر، ولم يفقدوا البصيرة عبر مشروع تغيير الاسم من فاقدي البصر الى ذوي البصيرة عبر برامج متنوعة عديدة.