بعد تصفحي لكتاب الأرض الطيبة، وتتبعي خفايا ما بين السطور وترصّدي زهر المعاني التي تجوب آفاق نفسه، وجدتني أمام كاتب تعملق فيه إنسانه لثلاثة؛ أولها حب القرية مسقط الرأس، وثانيها عشق الوطن سليماً معافى، أما ثالثها فذلك البعد الإنساني النبيل. فؤاد عبدالله كفروني عشق قريته حتى...
بعد تصفحي لكتاب الأرض الطيبة، وتتبعي خفايا ما بين السطور وترصّدي زهر المعاني التي تجوب آفاق نفسه، وجدتني أمام كاتب تعملق فيه إنسانه لثلاثة؛ أولها حب القرية مسقط الرأس، وثانيها عشق الوطن سليماً معافى، أما ثالثها فذلك البعد الإنساني النبيل. فؤاد عبدالله كفروني عشق قريته حتى الثمالة؛ إنه يحفظ ملامحها المقروءة والمسموعة. كيف لا، وهو يتتبع مسيرة حياتها بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، مصرّاً على ألا يفوته حدث من أحداثها بدءاً من نهايات الحرب العالمية الأولى وحتى اللحظة، لكن المحطة الأهم في حياة تل عباس كانت ما عانته هذه القرية الوادعة أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي انطلقت شرارتها في الثالث عشر من نيسان عام 1975… يريد فؤاد كفروني أن يقول من خلال سرده لأحداث تلك المرحلة المؤلمة إنه علينا أن نبحث عن أنفسنا في المحبة لا في الكره، في التسامح لا في التعصب، في التواصل لا الانقطاع وإلا تحول كل منا إلى عبء على الحياة. في عشقه لتل عباس تسطع شمس أصالته، وفي تعبّده للوطن يشمخ إيمانه بلبنان، وفي انتمائه لعروبته وعي وثقافة وحضارة، وعندما يذوب فؤاد كفروني في الإنسان أينما كان يجد ذاته النقية الصافية تنصت إلى كلمات عيسى على شفاه محمد وتغضي لطيف محمد بين أجفان المسيح. الشاعر سعد الدين شلق فؤاد عبدالله كفروني من مواليد تلعباس غربي ـ عكار 1947. تلقى تعليمه في مدرسة بلدته ثم في تكميلية حلبا وثانويتها الرسميتين. في سنة 1966عيّن مدرساً في مدرسة جويا الرسمية. تابع دراسته الجامعية لينال الإجازة في الحقوق سنة 1976. هو من مؤسسي المنتدى الثقافي في عكار وعضو في الديوان الأدبي في عكار وفي أسرة الملتقى الأدبي في الشمال وعضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين. نشر بعد الأقاصيص والخواطر والمقالات في بعض الصحف والمجلات. من مؤلفاته: خراب الفردوس (1978)، الملثم (1994)، رحيل (1996)، أحاديث العشايا (1998)، في ظل الشعر الوارف (2001)، الاعصار (2003)، أمي يا حبيبتي (2005)، سفر نحو الزمن الفائت (2007).