… لقد اعترتني الدهشة مراراً ممّا تضمّنته كتابات الشيخ موسى السُّبيتي، في متانة منطقه وسلاسة براهينه، وفي رفقه بالقارىء بمنهج يكاد يكون تعليمياً مبسّطاً، ولكن حول مواضيع وعناوين غاية في الأهمية والخطورة. ولا بدّ لأي قارىء من أن يأخذ بالحسبان الظروف السياسية والاجتماعية...
… لقد اعترتني الدهشة مراراً ممّا تضمّنته كتابات الشيخ موسى السُّبيتي، في متانة منطقه وسلاسة براهينه، وفي رفقه بالقارىء بمنهج يكاد يكون تعليمياً مبسّطاً، ولكن حول مواضيع وعناوين غاية في الأهمية والخطورة. ولا بدّ لأي قارىء من أن يأخذ بالحسبان الظروف السياسية والاجتماعية التي كتب من خلالها الشيخ، وأن يعجب بشجاعة وجرأة هذا العالِم. ومن عدم تهيّبه اقتحام موضوعات فكرية وسياسية تكاد تكون محرّمة حتى في زماننا. كنقده للكثير من المفاهيم الدينية السائدة والمتوارثة. ونقدده لسلوك المتزعمين من الاقطاع السياسي أصحاب السلطة والنفوذ ووقوفه الصلب إلى جانب الفقراء والمحرومين، داعياً إياهم إلى الوعي والمعرفة والتعاطي في الشأن العام تمهيداً للثورة والانتفاضة التي حرّض عليها وبشّر بها. وسأترك للقارىء الكريم أن يشكّل في مخيلته صورة عن مفكّرٍ فذّ بعيد النظر أمميّ الانتماء، وأن يستنتج الأسباب التي جعلته منسيّاً مغموراً إسوةً بسائر المبدعين التقدميين الذين رفضوا أن يكون المظلّة الإيديولوجية لأنظمة الظلم والنهب والفساد. (من المقدمة)