خرجت الأفاعي من جحورها في ليل دامس، تجاوزت حواجز الزمان والمكان، تسللت خلسة إلى دهاليز الظلام، كمت الأفواه، وأغلقت أبواب البيان المنطوق، نامت نواطير مصر عن ثعالبها وقد غلبها النعاس؛ رأيت من مسافة امرأتين تتلفعان بعباءتين تتطلعان من النافذة، تمدان رأسيهما الواحدة تلو...
خرجت الأفاعي من جحورها في ليل دامس، تجاوزت حواجز الزمان والمكان، تسللت خلسة إلى دهاليز الظلام، كمت الأفواه، وأغلقت أبواب البيان المنطوق، نامت نواطير مصر عن ثعالبها وقد غلبها النعاس؛ رأيت من مسافة امرأتين تتلفعان بعباءتين تتطلعان من النافذة، تمدان رأسيهما الواحدة تلو الأخرى، ثم تتشاوران وتتهامسان، احسست بهما، تمتلكان أسراراً سرية، أطلقت لساقيّ العنان في الهواء، مددت رأسي بلهفةٍ واشتياق، اطلعت على رعب لا يطاق، رأيت بأم بصيرتي ثعبانا يلعق في الماعون، في الموقد الذي كنت أمازح فيه أم طويرة، أحسّ به يتلذذ. د. عبدالحسن حسن خلف، من مواليد العراق عام 1952. حصل على الماجستير عام 1983 من كلية الآداب ـ جامعة بغداد عن رسالته “القيم الجمالية في الشعر الجاهلي”، وعلى الدكتوراه من الكلية نفسها عام 1990. نشرت له عدة بحوث عن الجاحظ وابن خلدون في مجلات جامعية. عمل أستاذاً مساعداً للأدب الجاهلي والنقد في الجامعة المستنصرية وجامعة ميسان. صدر له: المؤثرات الاجتماعية في الفولوكلور العراقي، بغداد، 2008. وتساقطت أوراق الخريف، طـ2، دار الفارابي، بيروت، 2010. القصيدة الجاهلية في النقد العربي القديم، دار الفارابي، 2011. الحب والحيرة (مجموعة قصصية)، دار الفارابي، 2012.