أما المخطط الحديث للمنطقة فإنه يرمي إلى صنع شرق أوسط جديد يقوم على أنقاض النظام العربي، بما ينزع طابعه التاريخي ويحوّله إلى منطقة متعددة الكيانات والعرقيات متعارضة التوجهات. وهذه فكرة استراتيجية في المخطط الأميركي-الاسرائيلي لمستقبل الوطن العربي. فالمشروع الاستعماري...
أما المخطط الحديث للمنطقة فإنه يرمي إلى صنع شرق أوسط جديد يقوم على أنقاض النظام العربي، بما ينزع طابعه التاريخي ويحوّله إلى منطقة متعددة الكيانات والعرقيات متعارضة التوجهات. وهذه فكرة استراتيجية في المخطط الأميركي-الاسرائيلي لمستقبل الوطن العربي. فالمشروع الاستعماري الحديث لن تقتصر الحرب فيه على الناحية العسكرية فقط، بل هو مشروع متشعب إلى كل نواحي الحياة في الوطن العربي: الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية. لذلك على العرب إدراك حقيقة ما يجري في المنطقة العربية، حيث يوجد خطر يحيط بواقعهم وحضارتهم وثرواتهم، هدفه تحويل المنطقة إلى أقاليم تمهد لصراعات مقبلة قد تستمر عقوداً طويلة يسودها التقاتل والارتماء في أحضان الغرب، حيث لم يبق من رسالتها إلا القبيلة والكيانات الطائفية والمذهبية والعرقية على حساب العرب والعروبة. د. علي عبد فتوني – مواليد لبنان. حائز على شهادة دكتوراه دولة في التاريخ. أستاذ في ملاك الجامعة اللبنانية ممثل الأساتذة في مجلس فرع كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الخامس شارك في عدة مؤتمرات في لبنان والخارج.