تضم الصحيفة السجادية مجموعة من الأدعية المأثورة عن الإمام زين العابدين علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو الرابع من أئمة أهل البيت، وجدّه الإمام "علي بن أبي طالب" وبرز الإمام زين العابدين على الصعيد العلمي والديني إماماً في الدين ومناراً في العلم ومرجعاً في الحلال والحرام ومثلاً أعلى في الورع والعبادة والتقوى، وآمن المسلمون جميعاً بعلمه وإستقامته وأفضيلته أنقاد الواعون منهم إلى زعامته وفقهه ومرجعيته.
وقد أحسّ الإمام بأهمية الدعاء ومجده أساساً لعلاج الأمة، لذلك جاء كتابه هذا محتوياً مجموعة من الأدعية التي تنشر جواً روحياً في المجتمع الإسلامي يسهم في تثبيت الإنسان المسلم عندما تعصف به المعزيات وشده إلى ربه حينما تجره الأرض إليها.
ولأهمية هذه الصحيفة، ولعلو شأن الأدعية الشريفة الموجودة بين دفتيها، انبرى العديد من الباحثين والعلماء إلى شرحه، وكتبوا الحواشي والتعاليق عليه. وكان سماحة السيد "حسين إسماعيل الصدر"، من السبّاقين لسبر غور هذا البحر الزاخر، واستخراج المزيد من در معانيه، والكشف عن جواهر لفظه، وإعطاء هذا التراث النفيس والمتجدد، الاهتمام في البحث والتدقيق والشرح، فكان أن أخرج هذا المختصرعلى شرح الصحيفة وهدفه تقريب بعض غرائب ألفاظ الصحيفة وشوارد معانيها إلى الأذهان.