… إنك لا تترك ثأرك الشخصي للتاريخ … هذه هي شهادة شاعر فلسطيني.. عاش الحصار الأميركي – الإسرائيلي – الذي ضرب حول بيروت الوطنية.. أو بيروت التي وقفت وراء متاريسها – ولا تزال – وأنا أكتب هذه الشهادة في 27 حزيران/يونيو 1982.. في صباح اليوم الثاني من وقف إطلاق النار.. ولا أعرف عند أية...
… إنك لا تترك ثأرك الشخصي للتاريخ … هذه هي شهادة شاعر فلسطيني.. عاش الحصار الأميركي – الإسرائيلي – الذي ضرب حول بيروت الوطنية.. أو بيروت التي وقفت وراء متاريسها – ولا تزال – وأنا أكتب هذه الشهادة في 27 حزيران/يونيو 1982.. في صباح اليوم الثاني من وقف إطلاق النار.. ولا أعرف عند أية ورقة سوف تتوقف هذه الشهادة.. فوقف إطلاق النار يمكن أن تقصفه الطائرة الإسرائيلية بقرار أميركي في أية لحظة. ومع ذلك وجدت لدي القــدرة والقوة على كتابة هذه الشهادة.. لأصدقائي ورفاقي الكتاب والشعراء العــرب وفي العالم – حتى أقصى شارع ممكن – وحتى أولئك الكتاب والشعـراء الذين لم تصل أصواتهم إلينـا نتيجة لـلاطمئنان الجغرافي.. أو نتيجة عدم الاكتراث لمصير عاصمة صغيرة على الخارطة.. ملأت بالرمل كيسها ورقدت وراءه تدافع عن نافذة لم تحترق بعد.. وحائط لم يتمزق. ولقد وجدت في نفسي الشجاعة أيضاً لكي أكتب هذه الشهادة – لكي أنبه إلى فداحة الخطر من الشعور بالراحة النفسية بالنسبة إلى عدد كبير من الكتاب والشعراء هنا وهناك.. فور التوقيع على برقية احتجاج ضــد حرب إبادة مهندسة ضد الفلسطينيين والوطنيين اللبنانيين.. صباح الخير أيتها المتاريس منك نبدأ مثلما الأشجار تبدأ مثلما التيار يبدأ مثلما الوردة في النجمة تبدأ مثلما القطرة في الغيمة تبدأ مثلما – جبريل – يبدأ سورة المتراس يبدأ باسم كيس الرمل: إقرأ ! • صباح الخير أيها المقاتلون – صباح الخير لدوالي النار التي تتهدل عناقيدها على أكتافكم، صباح الخير لأيديكم المرصعة بالشظايا والمصبوغة الأصابع بالنار الفلسطينية التي جاءت من أنبل سلالات البراكين.