كثيرون عالجوا قضيّة التعريف؛ فإلى أيّ مدى يمكن معالجته من غير أدواته؟ وكثيرون انشغلوا بتَوهُّج مصطلح "تحليل الخطاب" في عالمنا الحديث؛ فإلى أيّ مدى ما زال هذا الاتّجاه قابلاً للتحديث؟ ربّما ينبغي، لأجل ذلك، مقارَبة القضيّتين عن طريق توحيد مشروعيهما، ومقارَبتهما بتقنيّاتٍ...
كثيرون عالجوا قضيّة التعريف؛ فإلى أيّ مدى يمكن معالجته من غير أدواته؟ وكثيرون انشغلوا بتَوهُّج مصطلح "تحليل الخطاب" في عالمنا الحديث؛ فإلى أيّ مدى ما زال هذا الاتّجاه قابلاً للتحديث؟ ربّما ينبغي، لأجل ذلك، مقارَبة القضيّتين عن طريق توحيد مشروعيهما، ومقارَبتهما بتقنيّاتٍ من خارج ميدانيهما الضيّقين، باعتبار أنّ الخطاب مجموعةُ تَلفُّظاتٍ يمكن تحويلُها تعريفاتٍ قابلة للتحليل: من هنا رمى الكتاب إلى تحليل الخطاب من منظورٍ جديد، هو ربطه بفلسفة اللغة، لإعادة ربطها بمدرسة النقد الجديد، ثمّ ربط الناتج القِيميّ بتحليلٍ كمّيّ دقيق، وذلك بطريقةٍ استقرائيّة ربطت النظريّات مباشرةً بالمُدوَّنة التطبيقيّة التي استندت إلى مقالات علميّة وإيديولوجيّة، حيث التلفّظات يعتريها الالتباس بسبب مغالطاتٍ في التعبير أو في تماسك المحتوى: فإنّ قرارَ متابعةِ قراءةِ نصٍّ ما، يرتبط بحُسن صَوغ المقدّمة المُمهِّدة، أو بصدقيّة الرأي في الخاتمة، أو بإقصاء المغالطات من أيّ نوعٍ كانت في جسم الموضوع. وبالتقنيّات التحليليّة التي اعتمدها المؤلّف، والتي بربطها بإشاراتٍ رياضيّاتيّة ولغويّة، تُدخل التعريفَ السياقيّ إلى علوم المنطق، جعلَ النصّ الأصليّ نصّاً مُشتقّاً، في حين أنّه اعتبر النصَّ التحليليَّ هو النصّ الأصليّ في مساحةِ نواياه اللامتناهية، على سبيل التماثل مع التفاضل والتكامل في الريّاضيّات، وعلى عكس المفهوم التحليليّ الشائع. هذا العمل مهّدَ لحَوسبته، حيث المقالة تكون مدخلاً لمَخرجٍ هو الخطاب المحلَّل، الذي يتحوّل من جديد إلى مدخلٍ مخرجُه الناتجُ الآليّ لبَرمَجيّةٍ تُتيحُ نعتَ الخطاب بكلمةٍ من بين أزواجٍ كلاميّة تُماثل منطقَ الحَوسبة الثنائيّ. (المؤلف) الدكتور أديب سيف – من مواليد بيروت عام 1975، تابع دراسته الثانويّة حائزاً شهادة الرياضيّات، وربط في تعليمه العالي بين اختصاصات العلوم الطبيعيّة والهندسة وإدارة الأعمال واللغة العربيّة وآدابها. – طليع أقسام اللغة العربيّة وآدابها في فروع الجامعة اللبنانيّة الخمسة عام 1998، وحائز الدرجة القصوى في شهادة دكتوراه دولة من الجامعة اللبنانيّة-كلّيّة الآداب والعلوم الانسانيّة عام 2005 – أستاذ تحليل الخطاب وعلوم الألسنيّة ولغة النصّ والدلالة (الصُوريّة والنصّيّة) والسيمياء في الجامعة اللبنانيّة-كلّيّة الآداب والعلوم الانسانيّة: العمادة؛ والفرع الثاني؛ ومركز علوم اللغة والتواصل، وقد درّس نحو أربعين مادّةً مختلفة (في المستويات اللغويّة والعلوم اللغويّة المقارنة وعلوم النصّ الحديثة والأدب والحضارة والنقد والمصطلحات) منذ دخوله ميدان التعليم الجامعيّ عام 2006 – مُنسِّق اللغة العربيّة وآدابها للماستر في الجامعة اللبنانيّة-كلّيّة الآداب والعلوم الانسانيّة-العمادة – رئيس قسم اللغة العربيّة في مركز علوم اللغة والتواصل في الجامعة اللبنانيّة-كلّيّة الآداب والعلوم الانسانيّة – من كتبه المنشورة: وظائف العناصر الاسميّة (من الدلالة النَحويّة إلى الدلالة العمَليّة)، دار العلم للملايين، 2006 ؛ المُلاءمات النقديّة (من عالَم الدلالة إلى مَعالم التأويل)، دار العلم للملايين، 2006 ؛ الذات بين الجَدّ والمرآة (فلسفات نفسيّة)، دار العلم للملايين، 2007 ؛ سيمياء العدد والقلق والأكاديميّ (موضوعيّة النقد الوفيّ)، دار العلم للملايين، 2014