“أبي.. أبي.. أبي لا، لا أريدك أن تموت. بيدرو أين أنت يا بيدرو؟ يا إلهي لا! سيارة إسعاف؟ كاسا كوينتي، اللعنة!! بيدرو لا تدعه يموت أرجوك. باباي.. ما كل هذا الدم؟ اللعنة، اللعنة! خالتي سنية أسرعي أرجوك”. أخفت ليلى كابوسها تحت سجادة أحلامها ونامت على إيقاع شخيره وشخير بيدرو. كان...
“أبي.. أبي.. أبي لا، لا أريدك أن تموت. بيدرو أين أنت يا بيدرو؟ يا إلهي لا! سيارة إسعاف؟ كاسا كوينتي، اللعنة!! بيدرو لا تدعه يموت أرجوك. باباي.. ما كل هذا الدم؟ اللعنة، اللعنة! خالتي سنية أسرعي أرجوك”. أخفت ليلى كابوسها تحت سجادة أحلامها ونامت على إيقاع شخيره وشخير بيدرو. كان الموت يعاقبها بقسوة كلما حاولت التعايش مع الحياة حتى أدمنت كل صنوف الغياب.. غياب الروح وحضور الجسد، غياب الجسد وحضور الروح، غياب الجسد والروح معاً. أما بيدرو فقد كان الاستثناء الوحيد في حياتها الموغلة في صقيع الغياب حين جمع بين حضور الروح والجسد فتمسكت به بروحها والجسد. دمشق، المدينة المليئة بالوجع، خذلتها حين دفعتها باتجاه ساو باولو، وساو باولو، المدينة المليئة بالتسويف، خذلتها حين أعادتها إلى دمشق. صامتة كالخشب أمام وجع لاتعرف له مكمناً، حسمت ليلى أمرها واتخذت قرارها بآخر العلاج: الكي. وها هو فندق كاسا كوينتي بفرعيه الدمشقي والحلبي يجرّها مجدداً من أذنيها إليه ليحرمها مما تحب تماماً مثلما حرمها ممّن تحب. وما بين وجع وتسويف كان قلبها يدق بسرعة ماراثونية كي يخبرها بين الفينة والأخرى أنها “تقنياً” لاتزال على قيد الحياة. “المرّ لا يكافحه غير السكر يا بنتي”، ربما هنا تكمن كلمة السر.