تحاول شخصية سوسن المنسجمة مع شخصية جزال في الرواية، تسجيل خاطرة من خواطر الحواس العصرية التي تتساوى مع مفهوم الحدس في محيطنا العربي، حيث لا تزال فكرة الوعي لمكنونات الذرّات المحيطة بنا، تفصيلاً ساقطاً من جدول الأساسيات… ولا يزال المجهود الذهني للعقل الباطن مسجوناً ضمن...
تحاول شخصية سوسن المنسجمة مع شخصية جزال في الرواية، تسجيل خاطرة من خواطر الحواس العصرية التي تتساوى مع مفهوم الحدس في محيطنا العربي، حيث لا تزال فكرة الوعي لمكنونات الذرّات المحيطة بنا، تفصيلاً ساقطاً من جدول الأساسيات… ولا يزال المجهود الذهني للعقل الباطن مسجوناً ضمن حدود جمجمة الجسد الدافئ، والمعزول عن طاقة التواصل الروحاني للموجودات وجذرها الزمني في الأماكن… من هنا تأتي أهمية قِدم المدن في العالم… فموجوداتها تحمل طاقة الناس وذكرياتهم من العهد القديم، وحضورها لا ينتهي مع انقضاء زمنها ولا يختفي من الوجود. الذاكرة حب يبقينا دافئين في ماهيتنا، والصراع وحش يصيبنا بالرعب وفوبيا الرفض القاتم من فكرة الزوال الوجودي على كل المستويات، وحش مجازي يخلف وراءه حرباً مع الآخرين تستنفد ذواتنا لأجل البقاء… وينتصر في الحياة من يهزم هذا الوحش أو يعقد معه معاهدة سلام… قرأت في أحد المواقع جملة تقول: «يدفعك الناس إلى أقصى الحدود لتغضب، وعندما تفعل تصبح أنت المخطئ!». لذلك بالتحديد تسعى البلاد الواعية لفكرة الحضارة، إلى توسيع أفق الإدراك في المحيط، لكي تصبح هذه الحدود التي تدفعك إلى الغضب، بعيدة المنال لراميها… وتستسلم الذاكرة أمام الشلل المطبق على قدرات البشر الوحشية، ونصبح كائنات موضوعية لا تستدعي الدمار بدوافع مجموعات من المخاوف الساكنة.