“الموت في التماثل والاختلاف حياة الزمان”، هذا ما قاله مهدي عامل قبل ربع قرن في معرض رصده المنهجي لتطور الفكر والفعل الثوريين في مجتمعاتنا العربية، وبخاصة لبنان. وتحاول هذه القراءة النقدية لأزمة الحزب الشيوعي (واليسار) اللبناني، أن تستلهم بعضاً من معاني هذه المقولة لتسلّط...
“الموت في التماثل والاختلاف حياة الزمان”، هذا ما قاله مهدي عامل قبل ربع قرن في معرض رصده المنهجي لتطور الفكر والفعل الثوريين في مجتمعاتنا العربية، وبخاصة لبنان. وتحاول هذه القراءة النقدية لأزمة الحزب الشيوعي (واليسار) اللبناني، أن تستلهم بعضاً من معاني هذه المقولة لتسلّط الضوء على الاختلاف البنّاء في النظرة إلى مسبّبات هذه الأزمة وتداعياتها على تطور الحزب والحركة اليسارية عموماً في لبنان. وفي وقت بلغ فيه التوظيف السياسي والاجتماعي والثقافي للظاهرة الطائفية ذروة ما بعدها ذروة، حتى كاد هذا البلد أن يتشظى إلى كيانات، كم تبدو الحاجة ملحّة لإعادة التفكير والتبصّر في ما يجمع، داخل النسيج الاجتماعي اللبناني الواحد، بين المكوّنات والأطياف المختلفة، لا على أساس المصالح والهويات “ما دون الوطنية” المتخيّلة أو المتصوّرة أو الملتبسة، بل على أساس المصالح الفعلية المرتبطة بشكل وثيق بحياة الناس اليومية وبتقدمهم ورفاههم. وما من شكّ في أن توفير الشروط المؤاتية لإعادة النهوض بحزب كالحزب الشيوعي اللبناني – من حيث هو تشكيل خارق للمناطق والطوائف وارتهاناتها الخارجية – ينطوي على حاجة موضوعية استثنائية وربما أيضاً على أحلام تستحقّ الجهد والعناء.