“حافة النور” رواية ثلاثية متباعدة في الزمان متقاربة في المكان ومشتركة في الأصول والمراجع. قوامها الحب والحرب، معتمدة على أحدث ما توصل إليه علم الآثار من حقائق وعلى زخم ترجمة الألواح القديمة أخيراً، مما أصبح يؤكد تناقل الأساطير مع بعض التنقيح عبر آلاف السنين، والتي ما زالت...
“حافة النور” رواية ثلاثية متباعدة في الزمان متقاربة في المكان ومشتركة في الأصول والمراجع. قوامها الحب والحرب، معتمدة على أحدث ما توصل إليه علم الآثار من حقائق وعلى زخم ترجمة الألواح القديمة أخيراً، مما أصبح يؤكد تناقل الأساطير مع بعض التنقيح عبر آلاف السنين، والتي ما زالت ملاحقها الاجتماعية تتوغل في مجريات حياتنا. الرواية الأولى “صناعة الالهة” تدور أحداثها عام 5000 ق. م. حين أسس الذين خرجوا من الكهف مدينة وحضارة أوغاريت وباشروا الكتابة والتدوين. أما الرواية الثانية “قصص وأساطير” فتنتهي أحداثها عام 525 ق. م. حين كان اليهود في بابل قد نشطوا يؤلفون التوراة نقلاً عن أساطير الأولين ويختلقون أسطورة الوعد الإلهي وبناء المعبد الذي فشل المنقبون اليهود حتى الآن في العثور على أي أثر ملموس له. كان الجيش الفارسي آنذاك يغزو مصر عبر غزة وسيناء. أما “أحفاد بولس” فهي الرواية الثالثة وتنتهي أحداثها عام 192 ميلادي، أي مع بداية انشقاق المسيحية عن اليهودية وقبل الاتفاق على محتوى الإنجيل بقرن ونصف قرن. إنه الشرق، مهد الحضارات والأساطير والديانات والحروب، والذي كلما زحف سكانه إلى النور عادوا وانزلقوا إلى حافة الظلام. في هذه الثلاثية نعايش مشاعر البشر من حب وحقد وتطلع إلى الحماية الإلهية، ونطالع خفايا التاريخ واستمرار التزييف وتقبله آنذاك كما الآن، ونرى اللعبة السياسية مستنسخة عبر العصور .. فإذا كان الامبراطور كاليغولا قد عيّن حصانه تانتوس عضواً في مجلس الشيوخ، فإن تانتوس يبدو اليوم وكأنه هو الذي يعين الشيوخ.