…جلس إدوارد في ركن لا معتم ولا مُضاء، ثمّ استرسل في التفكير والحلم برهة وكتب: كان شابّ لا يعرف شيئًا يمشي دون أن يعرف إن كان مشتاقًا إلى أمّه أم لا. شابّ كلّما اكتشف شيئًا عن نفسه، وجد ما يبرهن له أنّه عكس ما اكتشفه. شابّ يشكّ دائماً في توقّف قلوب الإخوة عن نبضها حتّى لو كانت...
…جلس إدوارد في ركن لا معتم ولا مُضاء، ثمّ استرسل في التفكير والحلم برهة وكتب: كان شابّ لا يعرف شيئًا يمشي دون أن يعرف إن كان مشتاقًا إلى أمّه أم لا. شابّ كلّما اكتشف شيئًا عن نفسه، وجد ما يبرهن له أنّه عكس ما اكتشفه. شابّ يشكّ دائماً في توقّف قلوب الإخوة عن نبضها حتّى لو كانت قتيلة أمامه. شابّ يمشي مع أنّه يشعر بأنّه مبتور القدمين. شاب دخل مرّة مكتبة شكلها مثله، لا يشبه شعوره عن نفسه. شابّ وجد كتابًا وحيدًا فيها قبل أن يجده عماه. شابّ أعمى لا يطرب إلّا لنباح كلب. شابّ جلس على مقعد خشبيّ بعد أن تحسّس بأصابعه حفرًا عليه يقول بأنّ ميماً ستحبّ راء إلى الأبد. شابّ لا يذكر شيئًا عن طفولته أجمل من حكاية بساط الريح. شابّ خجول لأنه أحبّ كوكب الأرض من خلال كتب قرأها أثناء جلوسه على مقعد خشبيّ صنع من شجرة مقطوعة، من شدّة تلوّعها بالحياة كانت تبدّل الهواء. (من الرواية)