ـ مع انهيار النظام الإقطاعي العائلي حلَّ محله نظام تمثيل الطوائف في عهد المتصرفية مما أدى إلى تسييس الطوائف وتحكمها وذلك بدل أن يكون هذا الانهيار لمصلحة البرجوازية الناشئة الضعيفة، وفي ظل التدخل الاستعماري الأوروبي لم تستطع هذه الطبقة بالقيام بدورها في تغيير نمط الإنتاج...
ـ مع انهيار النظام الإقطاعي العائلي حلَّ محله نظام تمثيل الطوائف في عهد المتصرفية مما أدى إلى تسييس الطوائف وتحكمها وذلك بدل أن يكون هذا الانهيار لمصلحة البرجوازية الناشئة الضعيفة، وفي ظل التدخل الاستعماري الأوروبي لم تستطع هذه الطبقة بالقيام بدورها في تغيير نمط الإنتاج الإقطاعي، فبقيت تابعة له وحليفه ذيلية للإقطاع السياسي والطائفي. هكذا جاءت الحداثة في لبنان خليطاً من تحالف بقايا الإقطاع وتحت قيادة زعماء الطوائف والبرجوازية المتزمتة والتابعة. ـ بعد الطائف تم تغيير طبيعة الحرب اللبنانية ولكن وظيفتها الأساسية لم تتغير. لم يعد اللبنانيون يقتلون كالخراف نتيجة انتمائهم الطائفي، ولكن بلدهم راح ينتزع منهم بحجة ضرورة إعادة إعماره التي أعطيت أولوية مطلقة بحجة اللحاق بتطورات الوضع الإقليمي. وبدلاً من الأسلحة التي أزهقت أرواح المواطنين الأبرياء كما حصل ما بين 1975-1990، راحت الشيكات تفتك بالضمائر وتزرع شتى أنواع الفساد وعلى كل المستويات. ـ سيُعاني لبنان طويلاً من شركة تجارية (سوليدير) صادرت تاريخه وآثاره وأملاكه العامة وطرقاته ومشاعاته وأرصفته ومرفأه وهواءه وبحره، كما صادرت مصالح وأملاك مئات الآلاف من أبنائه. حلت محل الدولة في التشريع وجمع الإيرادات ودفّعتـها غالياً كلفة بُنيتها التحتية، وحرمتها من إيرادات مهمة كانت كفيلة وحدها بإعادة الإعمار وعلى الوجه المطلوب. «سوليدير» مع المؤسسات البديلة وجه آخر للحرب على اللبنانيين في عيشهم واستقرارهم ووحدتهم. اميل شاهين