ثبت أن أفضل الأذهان هي التي تتطور وتتعلم بسرعة وهي الأذهان التي تسمى “مفتوحة”، التي تستوعب التغيّر اللا مألوف أو غير المعتاد والتي لا تصدر أحكاماً مسبقة، والتي لا تحمل تناقضاً بين المنطق “العقل الواعي” والقناعة أو العادة الذهنية “العقل الباطن”. وهذا ينطبق على الأسس...
ثبت أن أفضل الأذهان هي التي تتطور وتتعلم بسرعة وهي الأذهان التي تسمى “مفتوحة”، التي تستوعب التغيّر اللا مألوف أو غير المعتاد والتي لا تصدر أحكاماً مسبقة، والتي لا تحمل تناقضاً بين المنطق “العقل الواعي” والقناعة أو العادة الذهنية “العقل الباطن”. وهذا ينطبق على الأسس الفلسفية الجدلية التي تدرس وتناقش أعم قوانين الطبيعة والمجتمع، فرغم أن لهذه الفلسفة قوانين علمية مثل قانون الحركة الجدلية إلا إن الإنسان يظل متخلفاً عن هذه الحركة فيرى مشهد الواقع في سكونه أو استاتيكيته ولا يراه في حركته الجدلية، بمن فيهم من اقتنع وتبنى هذه الفلسفة لكنه يظل أسير الجمود والنصية في أحيان كثيرة. ولعل أكثر ما تعرضت له الأحزاب اليسارية والماركسية من معوقات هو الجمود العقائدي والانطلاق من النظرية إلى الواقع وليس العكس، وكذلك التفرد والشخصانية وعبادة الفرد إضافة إلى أشكال الانحرافات المختلفة التي قللت من مصداقيتها واقترابها من الجمهور. وصدق الشاعر والمسرحي الألماني العظيم “غوته” الذي قال: “النظرية رمادية اللون يا صاح لكن شجرة الحياة خضراء إلى الأبد”.