في الحي الذي ولد فيه وترعرع وتعلّم، فجّر المدعو “أبو قتادة” نفسه بأبرياء مدنيين من أبناء جِلدته لكنه يعتبرهم كفّاراً وجب قتلهم. رواية “المضلَّلون” رحلة داخل رأسه: كيف تحوَّل على يد الداعية التكفيري عبد الرحمن من شاب طيّب خَلوق إلى إرهابي مجرم خسيس. وهي كذلك رحلة مع...
في الحي الذي ولد فيه وترعرع وتعلّم، فجّر المدعو “أبو قتادة” نفسه بأبرياء مدنيين من أبناء جِلدته لكنه يعتبرهم كفّاراً وجب قتلهم. رواية “المضلَّلون” رحلة داخل رأسه: كيف تحوَّل على يد الداعية التكفيري عبد الرحمن من شاب طيّب خَلوق إلى إرهابي مجرم خسيس. وهي كذلك رحلة مع روحه بعد موته. فهو فجّر نفسه “جهاداً في سبيل الله وطمعاً بالجنّة وحورياتها”: ماذا حلّ به بعد الموت؟ ماذا حصل معه في “يقظة القبور”؟ وماذا صار بعد لقائه الملاك جبريل عند “بوابة السماء”؟ وهل فُتِحَت له كما وعده مرشده الشيخ عبد الرحمن؟ رواية “المضلَّلون” رواية مجازية تغوص في غياهب العقل التكفيري بكل تشوهاته وانحرافاته الأخلاقية، ومتاهاته الفكرية الظلامية، وغيبياته الدينية العبثية حيث تُكتَب “فانتازيا” الجنّة بدماء أبطالها وضحاياهم، وبدموع ذوي هؤلاء وأولئك على السواء: “قتلتني مرّتين، مرّةً عندما قتلت نفسك وأخرى عندما لم تقتلني!” صرخت أمه ذليلةً مذلولةً بين جيرانها، سكان الحي الصغير، حيث فجّر نفسه.