انتصار هي الذاكرة التي عاندها النسيان وأبى أن يمحو بممحاته ما خطّه قلم الزمان. ذاكرة لفوضى إنسان قاربت ذاكرته على انتهاء الصلاحية في ظلّ حياة المخيَّم المضادّة للتلف بكل ما فيها من عَفَن ورطوبة. ذاكرة المخيَّم واللاجئين. ذاكرة البيوت الصغيرة. ذاكرة الحجر والشجر والبشر...
انتصار هي الذاكرة التي عاندها النسيان وأبى أن يمحو بممحاته ما خطّه قلم الزمان. ذاكرة لفوضى إنسان قاربت ذاكرته على انتهاء الصلاحية في ظلّ حياة المخيَّم المضادّة للتلف بكل ما فيها من عَفَن ورطوبة. ذاكرة المخيَّم واللاجئين. ذاكرة البيوت الصغيرة. ذاكرة الحجر والشجر والبشر الذين شهدوا على حياتها وعاشوها معها لحظةً لحظةً وخطوةً خطوة. إنها ذاكرة حب أتعبها حد التعب لكنها فردت له جناحيها وطارت معه طائرة ورقية. هو الذي احترم ذاتها وذاكرتها وذكرياتها. أحبها وأحبته بعمق جذور أشجار الزيتون وبفرح ألوان الثوب والشال. كيف لم تفهم والدته أن دم انتصار العابق بروائح أزقّة المخيَّم فلسطيني المذاق والطعم والرائحة، تمامًا كما دمها الأصيل بأصالة المدينة؟ مع أنه حب ضاع في “كرت” التموين، إلا أنه عاش بعبق الشال المطرّز وبقدسية حق العودة وبعدالة قضية اللاجئين.