… وأين هي الحقيقة؟ أفي الحشود المتبادلة التي تصطف لسبّ الفريق الآخر؟ أم تريدني أن أكون بوقاً في الإعلام إلى جانب هذا أو ذاك أزيد النار اشتعالاً في وطن يحتاج إلى إطفاء النيران.. ؟ كذب في كذب يا يوسف.. إنّها حرب من أجل اللاشيء.. لا يخسر فيها إلا الوطن، وإلّا الشعب الذي يتلوّى منذ...
… وأين هي الحقيقة؟ أفي الحشود المتبادلة التي تصطف لسبّ الفريق الآخر؟ أم تريدني أن أكون بوقاً في الإعلام إلى جانب هذا أو ذاك أزيد النار اشتعالاً في وطن يحتاج إلى إطفاء النيران.. ؟ كذب في كذب يا يوسف.. إنّها حرب من أجل اللاشيء.. لا يخسر فيها إلا الوطن، وإلّا الشعب الذي يتلوّى منذ عشرات السنين في أزماته.. وإذا أرادوا أن يعرفوا حقيقة استشهاد الرئيس الحريري فلن يعثروا عليها في الشارع.. في هذا الاصطفاف.. الحقيقة هي لدى القضاء الذي عليه أن يبحث عنها عبر تحقيقاته الموضوعية.. أن يستجوب ويجلب القرائن والأدلّة عند الأفرقاء المعنيين ويعرضها على الملأ كي يوقف سيل استنزاف الوطن.. إنّهم يغمّسون خارج الصحن، كما يقول المثل اللبناني.. كان الرئيس الحريري مشروعاً خاصّاً.. جاء اغتياله اغتيالاً لمشروعه وقضاياه.. أصبح اليوم استغلالاً للبعض في سبيل مصالحه.. ألست ترى أنّ الذي حدث في العام 1975 شبيه بالذي جرى في الـ 2005 بعد ثلاثين سنة. في الـ 75 كان هناك مشروع شعبي يطالب بالرغيف.. وكانت الحركة الشعبية تجمع الوطن بأسره حول هذا الرغيف.. مسلمون ومسيحيون تجمّعوا.. لم يرق هذا البعض من السياسيين.. ضرب المشروع الشعبي وحلّ محلّه المشروع الطائفي الذي لما تنته فصوله بعد.. واليوم، كان أمامنا مشروع شعبي آخر في محاولة للخلاص من الأزمات.. لكنّه أيضاً كان مكتوباً له أن يجهض..