…رأت نفسها تطير في السماء وهي محمولة بين جناحي الطائر «طاروجة» وهو يتجوّل بها في سماء حيفا، فيما كانت تبتسم وقد غمرها فرح الخروج من عتمة الظلام، إلى الفضاء الرحب، والهواء النقي، إلى الحرية والجمال. قال لها الطير: انظري يا بدرية، ها أنت تطيرين في سماء حيفا، انظري. راحت تنظر...
…رأت نفسها تطير في السماء وهي محمولة بين جناحي الطائر «طاروجة» وهو يتجوّل بها في سماء حيفا، فيما كانت تبتسم وقد غمرها فرح الخروج من عتمة الظلام، إلى الفضاء الرحب، والهواء النقي، إلى الحرية والجمال. قال لها الطير: انظري يا بدرية، ها أنت تطيرين في سماء حيفا، انظري. راحت تنظر وقلبها يخفق فرحاً، «ياه! هذه «مدرسة الراهبات»، ها أنا فوق «شارع الاستقلال»، وهذا «الجامع الكبير»، وهذه «كنيسة الروم»، وهنا «السوق القديم». ياه! ما أجمل المنظر، قلبي يدق بقوّة، وأنا فرحانة، أطير فوق حيفا، ياه! هذه سينما «عين دور»، وهذا مسبح «بيت جاليم»، وهناك شارع عباس. ها أنا أطير في الفضاء، حيث النور. ياه! هذا حي «الحليصة»، هذا بيتنا، بيت أهلي، وهذا حي «وادي الصليب» ها هو بيت أهل شعلان وهذا «شارع البرج» هذا بيت أخي محمد. ها هو بستان الانشراح. يا سلام! ها أنا أطير فوق «وادي النسناس»، أطير وأطير، ياه! ها هو «هادار الكرمل» ياه! هذا بيتنا، هذا بيتنا يا شعلان، قلبي يدق بقوّة من الفرح، أنا أطير فوق بيتنا».