كأنّي باللّغة العربيّةِ، وهيَ تصيخُ السّمعَ لنداءات التّجديد المنبعثةِ من عصر النّهضة، والمتسلّلة إلى العرب من شقوق عصر الانحطاط، كأنّي بها قد أوحت لهذا الرّباعي الشّاعر: بدر شاكر السّيّاب، خليل حاوي، محمود درويش وأدونيس، أن شرّعوا رئة الشّعر لتتدفّق فيه رياح التّغيير...
كأنّي باللّغة العربيّةِ، وهيَ تصيخُ السّمعَ لنداءات التّجديد المنبعثةِ من عصر النّهضة، والمتسلّلة إلى العرب من شقوق عصر الانحطاط، كأنّي بها قد أوحت لهذا الرّباعي الشّاعر: بدر شاكر السّيّاب، خليل حاوي، محمود درويش وأدونيس، أن شرّعوا رئة الشّعر لتتدفّق فيه رياح التّغيير ولْتكن أشعاركم، برمزيّتها مشابهةً لطيور النّورس الّتي دائمًا تشير إلى الموانئ، أرسلوا أنغامكم الهادئة تلقفْ هذا الضّجيجَ المترامي منذ داعس والغبراء، حرّكوا بأقلامكم مياه الثّقافة العربيّة الرّاكدة، خاملةً، بليدة. بينما دواوين الشّعر من حولها كشواهد القبور، وكونوا العاصفة الّتي لا تُبقي ولا تُذر، من الرّطانة والممالأة وكتابة التّقارير، وارسموا أُطر الآتي لثقافة إنسانية عربيّة، ثمّ تسنموا قمم المجد ولكن بعد أن تقولوا: غيّرنا؛ ونقول بعدكم: نعم، لقد غيّروا…