لا أراني بحاجة إلى إشهار قلم النّقد والتقويم لهذا الديوان لأنّ أمراً كهذا يعود أولاً وآخراً إلى حصافة الناقدين ونباهة الدّارسين وذائقة القرّاء. إنّ ما يمكن قوله بعامة هو أنّ لديوان الشاعر الشيخ إبراهيم يحيى هذا، سمات “الأدب الشيعي الثائر على السلطان الجائر في كل عصر من...
لا أراني بحاجة إلى إشهار قلم النّقد والتقويم لهذا الديوان لأنّ أمراً كهذا يعود أولاً وآخراً إلى حصافة الناقدين ونباهة الدّارسين وذائقة القرّاء. إنّ ما يمكن قوله بعامة هو أنّ لديوان الشاعر الشيخ إبراهيم يحيى هذا، سمات “الأدب الشيعي الثائر على السلطان الجائر في كل عصر من عصوره، وبأسلوب امتاز بجزالة اللفظ ورصانة العبارة الصادقة الأداء، ثم ببراعة التصوير لنفسيات القوم وعواطفهم بحيث تراه سجلاً خالداً لحياتهم وعقائدهم ولما أصابهم من محن وحلَّ في ساحاتهم من ويلات وكوارث”. واللاّفت في جلّ قصائد الديوان ذلك الارتباط الشديد بالمشاعر الإسلامية، والولاء الصادق للنّبي محمّد(ص) وأهل بيته من الأئمّة المعصومين(ع) الذين هم “سفينة النّجاة لمن تمسّك بحبلِهم، تنجيهم من عذاب النّشأتين: “الدنيا والآخرة”. ونرى أنْ نشير أخيراً إلى ما يتمتّع به شاعرنا من منزلة رفيعة بين شعراء الطليعة و”شعراء الغريّ” من حيث الفرادة والثقافة الأدبية التاريخية الواسعة ما جعله ينظر إلى نفسه وإلى قدراته، نظرة الإعجاب والاعتداد متباهياً بفرائده بالغاً حدّ التعالي على مَنْ سبقه من كبار الشعراء. (من التقديم)