“وكتابنا هذا ليس بكتاب رحلاتٍ وأسفار في بلاد من نسج الخيال أو تفتقر إلى الوجود الماديّ والحسيِّ… إنَّه كناية عن كتاب يتضمَّن رسمًا بيانيًّا وتاريخيًّا لمملكة صغيرة من ممالك الروح. روح الفيلسوف والشاعر والمجرم” (أمين الريحاني:كتاب خالد) “لا ليس موسى العسكري في “اليوم...
“وكتابنا هذا ليس بكتاب رحلاتٍ وأسفار في بلاد من نسج الخيال أو تفتقر إلى الوجود الماديّ والحسيِّ… إنَّه كناية عن كتاب يتضمَّن رسمًا بيانيًّا وتاريخيًّا لمملكة صغيرة من ممالك الروح. روح الفيلسوف والشاعر والمجرم” (أمين الريحاني:كتاب خالد) “لا ليس موسى العسكري في “اليوم الأخير” ميخائيل نعيمة بالذات. ولكن ميخائيل نعيمة لم يكن ليخلق موسى العسكري لولا أنَّه خبر الحياة وعرف أن فيها من أمثال موسى العسكري. إنَّها خبرتي للناس المثقَّفين وغير المثقفين وما يعانون من مشقَّة في مواجهة المشكلات الأساسيَّة هي التي دفعتني لأخلق شخصًا أسميته موسى العسكري…” (ميخائيل نعيمة: أحاديث مع الصحافة) “ثمّ تناولنا كتاب “الأجنحة المتكسرة”، فقرأ عليّ ملخَّصًا عنه بالإنكليزيّة دام ساعتين. ثمّ قال: “لم تكن أيّة حادثة من حوادث الكتاب مما جرى معي. ولا صفة من الصفات المدروسة مأخوذة عن شخصٍ معيّن. كما لا علاقة لوقائعه بالحياة الواقعية، فالكتَّاب يخلقون شخصيَّاتِ كُتبِم وفق خبرتهم، أمّا أنا فلا” (يوميات ماري هاسكل) “إنَّ اختيارنا للمؤلِّفين الثلاثة: الريحاني، وجبران، ونعيمة، لم يكن عشوائيًّا، فالروائيون الثلاثة عاشوا في حقبةٍ زمنيَّة مشتركة، وخاضوا خبرة الحياة في المهجر، وقد كان لهم لقاءات ونشاطات مشتركة فيه، ولا سيَّما في مدينة نيويورك في أميركا. كما كان للثلاثة أيضًا، مؤلَّفات باللغتين الإنجليزيَّة والعربيَّة. والجدير بالذكر، هو أنَّ تحولاً حصل في فكر المؤلِّفين الثلاثة، وفلسفتهم وعقيدتهم الإيمانيَّة، من الإيمان المسيحي الكاثوليكي والماروني تحديدًا، عند الريحاني وجبران، والأرثوذكسي عند نعيمة، إلى الإيمان بعقائد جديدة، تختلف عمَّا تنشَّأوا عليه في طفولتهم في الفريكة، وبشرِّي، وبسكنتا. مِنْ هنا كانت الرغبة في دراسة هذا التحوُّل الحاصل لديهم ومعرفة أسبابه، ولا سيَّما في ما يختصُّ بالموت والخلاص، وبالتالي المقارنة بين الثلاثة على صعيد الأسلوب الأدبيِّ في كتابة الرواية، ومدى التشابه والتباعد بينهم في المفاهيم الفلسفيَّة عمومًا، وفي الموت والخلاص تحديدًا”