-
/ عربي / USD
ليست خافية الأسباب التي سمحت لـ “داعش” بهذا النمو السريع والتمدد الخرافي لابتلاع ما يقرب من ثلث العراق في بحر أسابيع معدودات. فمن جوف البنية الطائفية والمذهبية العامة في العراق خرجت وعلى صهوة البيئة النفسية المسكونة بمشاعر المظلومية والغبن والحرمان ركَبتْ وركّبت مشروعها السياسي الغريب عن ثقافة العراقيين وتقاليدهم و”الدولة الإسلامية” التي ورثت تدريجاً تنظيم “القاعدة” الأم من المتوقع أن ترث فروعه أو معظمها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والعالم لأنها تستند إلى انتصارات عسكرية وإيديولوجية توحيدية تعيد بعث الإسلام في صورته النقية الأولى حسب أدبياتها. وتملك جيشاً قوياً من الجهاديين تعداده أكثر من مئة ألف مقاتل على الأقل ويتوسع بشكل مضطرد ويجمع بين صفات الجيش النظامي والوحدات الفدائية المقاتلة الخبيرة في حرب العصابات وهذه سابقة نادرة في الخريطة العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وربما العالم بأسره. كما أن “الدولة الإسلامية” ستظل معنا لفترة طويلة طالما أن هناك من يتوقع أن تستمر الحرب ضدها ثلاثين عاماً على الأقل.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد