يهدف هذا الكتاب إلى تعرُّف ظاهرة التشيّع في حضورها وظهورها التاريخي، لا الوقوف على سرها المضمر أو النيّات الخفية التي تقف وراءها، في محاولة لتفسيرها وفهمها لا لتقريظها والتعالي بها أو اتهامها وإسقاطها. فهنالك وراء ما تحمله من ادعاءات واتهامات وتفاعلات معاصرة، حنينية...
يهدف هذا الكتاب إلى تعرُّف ظاهرة التشيّع في حضورها وظهورها التاريخي، لا الوقوف على سرها المضمر أو النيّات الخفية التي تقف وراءها، في محاولة لتفسيرها وفهمها لا لتقريظها والتعالي بها أو اتهامها وإسقاطها. فهنالك وراء ما تحمله من ادعاءات واتهامات وتفاعلات معاصرة، حنينية تاريخية لها، وسياقات لنشوئها ونموها واستقرارها. فالتشيّع ليس أمراً طارئاً على تاريخ المسلمين، وغريباً عن علاقاتهم الاجتماعية، وتفاعلاتهم الفكرية والثقافية، وليس أيضاً مجموعة معتقدات ظهرت دفعة واحدة منذ أول أمرها، أو حقيقة ملقاة علينا من خارج التاريخ، بل هو مُنتَج إسلامي، ظهر ونما واستقرّ داخل سياق تفاعلي بين المكونات الإسلامية المتعددة. وفرض وضعه السياسي اتخاذ هيئة اجتماع وتكوين عقائدي خاصين، من دون أن يفارق الأرضية المشتركة الرافعة لكل المذاهب والتيارات الإسلامية الأخرى. كان التشيّع ولا يزال من التاريخ وفي التاريخ، وهو يستمر ويتحول به.