ما شهده العالم العربي من تسونامي عنيف، تمثل في سلسلة الانتفاضات المتوالية، هزّ البُنى السياسية، والاجتماعية، والثقافية،… وغيّر مجرى التفكير النمطي لقاطني الجغرافية العربية برمّتها، قدّم شهادة وفاة النخبة، أو قد أسهم أقله في إسقاط ورقة التوت، التي ما فتئوا يتسترون بها،...
ما شهده العالم العربي من تسونامي عنيف، تمثل في سلسلة الانتفاضات المتوالية، هزّ البُنى السياسية، والاجتماعية، والثقافية،… وغيّر مجرى التفكير النمطي لقاطني الجغرافية العربية برمّتها، قدّم شهادة وفاة النخبة، أو قد أسهم أقله في إسقاط ورقة التوت، التي ما فتئوا يتسترون بها، طوال المرحلة التي اتَّسمت بركونهم الكامل، وممالأتهم المشتبه فيها للسُّلطات. لقد بدت سوأة المثقفين العرب، أو نسبة كبيرة منهم، بيد أنهم لم يخصفوا عليهم من ورق المعرفة، واستمروا في اتّباع ذاتيتهم، فعصوا المعطيات الموضوعاتية، التي ينبغي التفطن لها، واعتمادها معيارًا يجب الأخذ به، عند بحث آليات بناء (أو إعادة بناء) المجتمعات. لذا، يأتي كتاب (المثقفون “جدلية النخبة والفشل”)، مخترقاً جدار الصمت، وممزّقًا لهالة القداسة، التي سيَّجها المثقفون حول أبراجهم العاجية، نازعًا التقديس عنهم، وعمّا اتخذوه من أوهام، أبطلت فاعليتهم إلى حدٍ بعيد، فكان الخلل بيّنًا، وكانت الضرورة مُلحةً لطرح، وبحث موضوعة المثقف من جديد، بغية البحث عن المثقف الفاعل.