غالباً ما يجري تناول الموضوعة اليهودية باعتبار أن اليهود شعب واحد عبر التاريخ وعبر العالم، ولم يجر الانتباه إلى هذه الإشارة إلا من قبل الباحث عبد الوهاب المسيري. كما لم يسبق أن تناولت بحوث تاريخ الجماعات اليهودية الدور الوظيفي الذي تأسست من أجله هذه الديانة، وهي الوظيفة...
غالباً ما يجري تناول الموضوعة اليهودية باعتبار أن اليهود شعب واحد عبر التاريخ وعبر العالم، ولم يجر الانتباه إلى هذه الإشارة إلا من قبل الباحث عبد الوهاب المسيري. كما لم يسبق أن تناولت بحوث تاريخ الجماعات اليهودية الدور الوظيفي الذي تأسست من أجله هذه الديانة، وهي الوظيفة الاستيطانية العنصرية التي ابتدعها الأخمينيون الفرس في زمن أرتحششتا في القرن الخامس قبل الميلاد، وتبنّتها من بعدهم القوى التي سيطرت في المشرق والعالم، وصولاً إلى تبنّي الوصفة الفارسية بحذافيرها من قبل الإنكليز عبر وعد بلفور، ومن ثم تنفيذ هذا الوعد بحذافيره، وذلك لحاجة استعمارية لا علاقة لها بالتاريخ والأخلاق وحقوق لإنسان. ولأن البحوث والحفريات الأثرية حسمت أن إسرائيل وأورشليم التاريخيتين هما مملكتان كنعانيتان سابقتان على الاحتلال الفارسي، وبالتالي سابقتان على تأسيس اليهودية، فإن الذرائعية التاريخية حول “إسرائيل” التوراتية تكون قد سقطت علمياً، ولكن مفاعيلها تبقى قائمة ما بقيت حاجة قوى النهب العالمي إلى اليهودية كوظيفة عنصرية جغرافية ومالية. هذا الكتاب يسلط الضوء على تاريخ كنعان ومن ضمنها مملكتا إسرائيل وأورشليم، ويعرض للاحتلال الفارسي وتأسيس اليهودية على يد عزرا البابلي بتكليف من أرتحششتا، وكذلك لتاريخ الجماعات اليهودية عبر العالم ووظيفتها، وأنماط هجرات أفرادها وتهجيرهم، وإلقاء الضوء على أبرز مزايا العنصرية والدموية والفساد الأخلاقي والجشع في التوراة والتلمود، مروراً بالـ”إسرائيليات” التي كوت وعي المسلمين والمسيحيين على السواء، وصولاً إلى دراسة مقتضبة عن الصهيونية المسيحية، ثم الصهيونية العالمية وتداعياتها عبر وعد بلفور وتأسيس ثكنة “إسرائيل” في قلب العالم العربي والعالم.