«كتبتُ هذه الرواية لاستحضار عالم مفقود، ولأقول لحظات بهيجة، حصيفة كفتيات من أسر كريمة: رائحة عشب الليمون التي تفوح في الشوارع، والتنزه الليلي على دروب مزروعة بعرائش البوغانفيليا، والقيلولات عند الظهيرة خلف شِبَاك ممزقة واقية من الناموس، والمحادثات غير المجدية جلوساً على...
«كتبتُ هذه الرواية لاستحضار عالم مفقود، ولأقول لحظات بهيجة، حصيفة كفتيات من أسر كريمة: رائحة عشب الليمون التي تفوح في الشوارع، والتنزه الليلي على دروب مزروعة بعرائش البوغانفيليا، والقيلولات عند الظهيرة خلف شِبَاك ممزقة واقية من الناموس، والمحادثات غير المجدية جلوساً على صندوق البيرة، والنمل الأبيض أيام العواصف الرعدية… لقد كتبتُ هذه الرواية لأصرخ للعالم أننا موجودون، في حياتنا البسيطة وحياتنا الروتينية، وضجرنا، وأننا نعمنا بالسعادة ولم نكن نسعى وراء أكثر من البقاء فيها قبل أن يدفع بنا إلى جهات الأرض، ونصبح عصابة من المنفيين واللاجئين، والمهاجرين». بإحساس نادر مفعم بالرومانسية، يستحضر غاييل فاي عذابات طفل حاصره تاريخ جعله ينمو بشكل أسرع مما كان متوقعاً. يقص علينا المؤلف دراما عرفها جيداً، في روايته الأولى هذه ذات الوقع الاستثنائي، والتي تخللتها ظلال وأضواء، وأحداث مأسوية وفكاهة، وشخصيات تحاول تجاوز المأساة والبقاء على قيد الحياة. غاييل فاي مغني وملحن موسيقى الراب. متأثر أيضاً بالآداب الكريول وبثقافة الهيب هوب. أصدرألبومه الأول في 2010 مع “مجموعة حليب وبن وسكر” (Milk Coffee & Sugar). وفي العام 2013 أصدر أول ألبوم منفرد، “بيلي بيلي على قطعة كرواسان بالزبدة”، تمَّ تسجيله بين بوجمبورا وباريس، مطبوعاً بتأثيرات موسيقية متعددة: الراب المشوب بموسيقى السُوْل والجاز، والسمبا والرومبا الكونغولية، والسبين… وطني الصغير هي روايته الأولى؛ خلاسي من أم إفريقية سمراء وأب فرنسي أبيض.