-
/ عربي / USD
“لم يملّوا من النظر بإعجاب إلى النهر (…) ليس مارتا وفانسنت فقط وإنما جميع الآخرين الذين جاؤوا من تلك البلدان، حيث كانت الأرض، بسبب قلة المياه، متصحرة وقاحلة، ولم يبق سوى الحيوانات العنيفة، والإنسان الأكثر عنفاً. لقد كانوا متكئين على الدرابزين يتبادلون بعض الكلمات، وكان جوهر حديثهم يتركز حول ما يمكن القيام به من مشاريع في سان باولو. لم يكن يتوقع أحد منهم أن يحصلوا على المال بسهولة، لكن ما كانوا يأملون به هو أن يكون موجوداً، وألّا تكون الأرض قاحلة، ومن الصعب الحصول عليها بالقدر الذي كانت فيه الأرض التي غادروها لتوّهم”. فبعد أن طردوا من المزارع التي جرى بيعها، قام المستوطنون بهجرة عبر سهول السرتاو القاحلة، هجرة لم تلبث أن اتخذت أبعادَ ملحمةٍ حقيقيةٍ… لقد كان عليهم أن يواجهوا! الجوع، المرض، الكشافة، وكذلك تلك العصابات التي تفرز الشقاء، والتي يمكن أن نصادفها، وأخيراً الموت. وبالقدر الذي كان يقلقهم فيه الجوع، فإن هؤلاء الرجال والنساء مهجوسون بالحلم بألدورادو حيث أنّ تصوراتهم عن سان باولو كمدينة لا تزال خيالية، وعليهم أن يصلوا إليها وتتملكهم الرغبة الجامحة وهم على أفضل حال.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد