-
/ عربي / USD
إن الإرث الثقافي، وليس الحضارة المادية، هو أثمن ما خلفه الإنسان للإنسان، فبالثقافة يستكمل الإنسان وجوده الحق، لأنها تمده بالمعنى الذي لا يكون لولاء سوى وجود تافه في ميزان القيم والأقدار.
وليست الحضارة المادية، مهما عظمت سوى حسنة صغيرة من حسنات الثقافة الإنسانية إذا قيست بالآثار المعنوية لهذه الثقافة.
ولا تفوتنا ملاحظة أن أغلب الآثار الثقافية وقتية وليست خالدة، وتخص بعض الشعوب دون أن تكون للإنسانية كلها، وذلك لأنها تصدر بتأثير عوامل إجتماعية معينة فتلبي حاجات عقلية وإجتماعية معينة، ثم تفقد قيمتها عندما ينتفي العامل الذي أثارها، ولا يكون لها من الأصالة والعمق والعمومية ما يهيئ لها أن تتعدى محيطها الخاص إلى محيط أوسع.
وإلى جانب هذا الإرث الثقافي الموضعي الوقتي تختص كل أمة من الأمم بآثار قليلة تعتبرها خالدة عندها، لا ينال من جدتها الزمان مهما طال، لأن البحث فيها يتصل بما يدخل في الكيان الصميمي لتلك الأمة، فهي لذلك تعتبر عند هذه الأمة خالدة ما دام لها كيان.
وهذه الدراسة هي "المختصر في شرح نهج البلاغة" قصدت من وضعها إلى أن أكشف عن ناحية ما فطن لها من كتبوا عن الإمام علي عليه السلام، وهي آراؤه في الإجتماع والإقتصاد والسياسة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد