-
/ عربي / USD
موضوع هذه الدراسة هو محاولة رد على السؤال التالي: كيف تنظر البرجوازية اللبنانية، بعين إيديولوجيتها الطبقية، إلى القضية الفلسطينية؟...
الرد على هذا السؤال يتطلب منا أن نرسم معالم هذه الإيديولوجية في خطوطها العريضة، وأن نعرض المفاهيم الأساسية التي تنتظم بها في بناء فكري، قد يكون متماسكاً وقد لا يكون، بحسب الضرورة السياسية التي تحكمه في تأمين وظيفته الطبقية المحددة، أكثر منه بحسب ضرورته المنطقية الداخلية. ومن الطبيعي، إذن، أن يكون لهذا العرض التحليلي طابع نقدي يكتسب شرعيته من الموقع الطبقي الفكري، الذي ننظر منه في هذه الإيديولوجية البرجوازية.
ولا نخفي على القارئ أن هذا الموضوع هو موقع إيديولوجية الطبقة الثورية النقيض، أي موقع إيديولوجية الطبقة العاملة، ثم إن النظر في البناء المفهومي لإيديولوجية البرجوازية اللبنانية لا يمكن له إلا أن يكون نقدياً - أو الأحرى نقضياً - لأنه نظر فيه في علاقته بضرورته السياسية تلك. ولو لم يكن هكذا، ولو أنه غيب هذه العلاقة، لما أمكنه أن يكون نقيضاً، لأن نقض الإيديولوجي يكمن، بالتحديد، في إستحضار هذا السياسي الذي بغيبه الإيديولوجي ويقوم به على تغييبه.
لذا، سيتطلب منا الرد على ذلك السؤال الذي نطرح، أن نحاول، بإستمرار، تبيان العلاقة التي تشد نظام تلك الإيديولوجية إلى تربتها الفعلية التي هي حقل الصراعات الطبقية، لكن هذا الحقل يتحدد، في بنيته التاريخية، ببنية علاقات الإنتاج القائمة في البنية الإجتماعية اللبنانية. وهذا، بدوره، يفرض على التحليل حركة معينة يمر فيها، بضرورة منطق النقض، من الإيديولوجي إلى السياسي، ويعود فيها من السياسي إلى الإيديولوجي، في علاقة كليهما بالإقتصادي، داخل حركة الصراع الطبقي العامة. وبرغم هذا التعقد، سنحاول أن نحصر الهدف الأخير من التحليل في نقض هذه الإيديولوجية الطبقية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد