شهدت سورية منذ آذار/مارس 2011 واحدة من أكبر وأكثر تحولاتها أهمية في تاريخها المعاصر. وقد أثارت الأزمة السورية – حتى وقت قريب – قدراً متقارباً نسبياً من الآمال – المخاوف حول طبيعة ما يجري، وحول مسارات الأمور وتحولاتها، واحتمالاتها المستقبلية، وخصوصاً على صعيد طبيعة الدولة...
شهدت سورية منذ آذار/مارس 2011 واحدة من أكبر وأكثر تحولاتها أهمية في تاريخها المعاصر. وقد أثارت الأزمة السورية – حتى وقت قريب – قدراً متقارباً نسبياً من الآمال – المخاوف حول طبيعة ما يجري، وحول مسارات الأمور وتحولاتها، واحتمالاتها المستقبلية، وخصوصاً على صعيد طبيعة الدولة والتكوين الاجتماعي والسياسي، والموقف من القضايا الإقليمية والدولية. بدأت الأزمة السورية، بوصفها حدثاً، صادماً، وغير مسبوق، وحدّاً فاصلاً، ولا متوقعاً، وخلافياً، وارتيابياً، وما بعد حداثيّ. وكانت السمة الأبرز لها، أنها حدثٌ عابرٌ وموقتٌ، ومحكومٌ بنهاية سريعة! وقد مثّلت الأزمة “حدثاً مفرطاً” في التقديرات والمدارك والرموز والتسميات، كما في المواقف والوقائع والأحداث. وحتى الآن لم يتم الاتفاق أو التوافق على طبيعة ما جرى، إذ اختلفت التقديرات والمواقف، باختلاف الفواعل والمقاصد والرهانات، وأدت إلى صدوع معقدة ومركبة، ولم يعد بالإمكان “القبض على الحدث”، لأنه، فضلاً عن التداخل – التخارج بين المعاني والرهانات والمواقف، فقد كان ولوداً لأحداث كثيرة، وتأويلياً ومفتوحاً على مسارات كثيرة ومتداخلة. يتناول هذ الكتاب المحاور الرئيسة التالية: في قراءة الأزمة السورية: مقاربة منهجية – معرفية؛ والحدث السوري: مقاربة تفكيكية؛ وسياسات إدارة الأزمة السورية: الإدارة بالأزمة، وخط الصدع في مدارك وسياسات الأزمة السورية، صدوع الجزيرة: في تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية، ودروس الحرب: أولويات الأمن الوطني في سورية، عناصر إطارية.