يستكمل الدكتور شربل داغر، في هذا الكتاب، ما بدأ به في درس أدب “عصر النهضة”، بين شعر ورواية وغيرها، فيتولى تحقيق رواية : “درُّ الصَّدَف في غرائب الصُّدَف” لفرنسيس مراش (1836-1874)، بعد أن عاد إلى طبعتين مختلفتين لها : واحدة تعود إلى المؤلف نفسه، ونشرها في “مطبعة المعارف”،...
يستكمل الدكتور شربل داغر، في هذا الكتاب، ما بدأ به في درس أدب “عصر النهضة”، بين شعر ورواية وغيرها، فيتولى تحقيق رواية : “درُّ الصَّدَف في غرائب الصُّدَف” لفرنسيس مراش (1836-1874)، بعد أن عاد إلى طبعتين مختلفتين لها : واحدة تعود إلى المؤلف نفسه، ونشرها في “مطبعة المعارف”، ببيروت، في العام 1872، والثانية التي تكفل بنشرها شاهين مكاريوس في مجلته “اللطائف“، في القاهرة، في العام 1886. أطلق داغر على هذه الرواية تسمية “الرواية المجهولة”، بعد أن تحقق من أن الدراسين لم يعنوا بها، فيما انصرفوا إلى طبع كتاب “غابة الحق” لمراش أكثر من ثماني مرات، عدا أنهم درسوه بتوسع في بدايات السرد العربي. وما استوقف داغر، في هذا الخصوص، هو أن “غابة الحق” لها أسباب خفيفة مع السرد، فيما تقع رواية “در الصدف…” تمامًا في السرد، من دون أي لبس أو تحوير أو استلحاق. والرواية المنشورة تقوم على بناء مزدوج بمعنيين : تروي حكايتين متعالقتين، كما تجمع، في بنائها الفني، بين أسلوبين سرديين : الحكي المتوارث والرواية الأوروبية. وقام داغر بتحقيق الرواية، من دون أن يخل بلغة مراش، كما وردت، مجريًا تحليلًا مستفيضًا لها، مدرجًا إياها في بدايات السرد العربي الحديث.