قارع وصمد أمام جبروت ومؤامرات أمبراطورية لم تكن الشمس تغيب عنها، ولم تُذبه نكبة 1948، واشتد عوده بعد نكسة 1967، ويقاوم، بالرغم من كارثة أوسلو 1993، متصدياً لدولة فاشية عنصرية استيطانية مدعمة من أقوى دول العالم، ومهيمنة على الإعلام والقرار الدولي. تعطيل إنجازات هذا الصمود نابع،...
قارع وصمد أمام جبروت ومؤامرات أمبراطورية لم تكن الشمس تغيب عنها، ولم تُذبه نكبة 1948، واشتد عوده بعد نكسة 1967، ويقاوم، بالرغم من كارثة أوسلو 1993، متصدياً لدولة فاشية عنصرية استيطانية مدعمة من أقوى دول العالم، ومهيمنة على الإعلام والقرار الدولي. تعطيل إنجازات هذا الصمود نابع، أيضاً، من فارق الإبداع بين هذا الشعب وبين قياداته. هذا الكتاب يطرح قضايا ما زالت تتكرر، وحلول ما زالت تُهمل، في مسار العمل العربي والفلسطيني: انعدام دور جامعة الدول العربية، تجاهل قيادي فلسطيني لأساليب النضال السلمي والقانوني، جمود متكرر في أدوات وأساليب التعامل العربي مع الإدارات الأميركية. كان من الممكن التوصل إلى حل سلمي للقضية الفلسطينية، وتجنب الغزو الأميركي للعراق والكوارث التي تبعته، لو أُجريت في حينه إصلاحات ديمقراطية في النظامين الفلسطيني والعراقي طالب بها مؤلف “شعب الجبارين” مراراً وتكراراً من على منابر الإعلام، بل حذّر في حينه مما سيحدث، وبالفعل حدث، وما زالت الساقية تدور بدون نضح الماء. هنا سنرى لماذا وكيف أضاع العرب بغداد، ونطالع خلفية كارثة أوسلو، ونتعرف إلى أسباب عدم حل الدولتين، الذي ما زالت السياسة العربية والفلسطينية تنشده، بينما إسرائيل، عمداً، تواصل نسف أي حلول تحد من اندفاع توسعها ومكاسبها. سنرى كيف توجت هجمات 11 سبتمبر مخطط إسرائيل لتغريب العرب والإسلام، فأصبحنا نعيش في مرحلة ما بعد الهجوم الإرهابي ونتمنى عودة الأيام التي سبقته، لكن هيهات، فالانتقام الأميركي، المُبرمج صهيونياً، يسعى لإعادة العرب إلى القبلية والطائفية والرعي والتحطيب والخيام… وما زال الاتجاه الوحيد لمركب نجاة العرب هو دعم شعب الجبارين لإفشال مخطط الهيمنة الصهيونية، عبر قلب ميزان الربح والخسارة.