في خضم ظاهرة (الإسلامافوبية) التي تجتاح العالم منذ أحداث 11/9/2001 والتي تعاظمت في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، كان لا بد من تسليط الضوء في هذا الكتاب على واقع المسلمين في روسيا الذين يمثّلون الجالية الكبرى في أوروبا خصوصاً والغرب عموماً، وحيث أن القيادة الروسية تتصدر...
في خضم ظاهرة (الإسلامافوبية) التي تجتاح العالم منذ أحداث 11/9/2001 والتي تعاظمت في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، كان لا بد من تسليط الضوء في هذا الكتاب على واقع المسلمين في روسيا الذين يمثّلون الجالية الكبرى في أوروبا خصوصاً والغرب عموماً، وحيث أن القيادة الروسية تتصدر مواجهة هذا الخطر «الإسلاموي» الداهم، وما قد يتركه من أثر في البنية الروسية الداخلية، خصوصاً، لما لروسيا من أهمية في صوغ السياسة والتوازن الدوليين. والسؤال الكبير الذي يُطرح في ضوء ذلك، هل سوريا ستكون بمثابة غروزني أم بمثابة أفعانستان بالنسبة إلى روسيا؟ وما هو حجم التداعيات على علاقات روسيا في المستقبل مع العالم الإسلامي السنّي؟ وما هو حجم التداعيات على الواقع الإسلامي في داخل روسيا وعلى وحدة الاتحاد الروسي نتيجة المواجهة المباشرة التي تقوم بها القوات الروسية في الميدان السوري، وما يكلّفها ذلك من خسائر اقتصادية ومادية خصوصاً إذا ما طال أمد الحرب في ظل الحصار الاقتصادي المضروب من الغرب على روسيا بسبب الوضع في أوكرانيا؟. وهل ثمة مخاوف على مستقبل العلاقات داخل الشعب الروسي الواحد بين المسلمين وغير المسلمين؟ خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار تاريخ العلاقات التي كانت تتصف دائماً بالتوتر والمجابهة بين الأنظمة الروسية في الحقب المختلفة والمسلمين الروس. وهذا ما سيجري التطرق إليه في بعض فصول هذا الكتاب بهدف التذكير بطبيعة تلك العلاقات تاريخياً التي يجب أن تأخذها القيادة الروسية في الحسبان في زمن تفجر صراع الهويات.