رست الرّواية العربية في بلدانها المشرقية دراسات مستفيضة، وهو ما غاب عنها في المغرب العربي، وإن حصل شيء منها، فقد اقتصر على عروض معرفية أقفل عليها أصحابها ضمن دوائر متخصصة مبعدة إياها عن أيدي جمهور القراء والمتطلعين إلى دم روائي جديد يرفد الذّائقة الرّوائية العربية ويوسع...
رست الرّواية العربية في بلدانها المشرقية دراسات مستفيضة، وهو ما غاب عنها في المغرب العربي، وإن حصل شيء منها، فقد اقتصر على عروض معرفية أقفل عليها أصحابها ضمن دوائر متخصصة مبعدة إياها عن أيدي جمهور القراء والمتطلعين إلى دم روائي جديد يرفد الذّائقة الرّوائية العربية ويوسع مداركها؛وما أمكن الوقوع عليه فنقود متفرقة وخدماتية غالباً. إن إنتاج الرّواية الفن كان الكشف عنه ضرورياً في المقلب الآخر من العالم العربي، بغاية تأكيده عملاً أدبياً فكريّاً، وحضوراً عربيّاً مواصلاً لجناحه الآخر في المشرق. لهذا اخترت الواقعية في الأدب بين الثقافة والحضارة /الرّواية المغاربية والفهم القومي (موضوعاً لدراستي ومجالاً لبحثي). ويعود هذا إلى إيماني أن الدّراسة الجادة والعلمية تقتضي الباحث أن يطرق الموضوع (الحدث) الذي لا يراكم فوق رفوف المكتبة، بل يغنيها ويزيد مخزونها. فالواقعية التيار، والرّواية النّوع الأدبي، والثقافة والحضارة الحركتان المتتاليتان في مجمل الحضور الإنساني، والقومية الوعي العام، كلها مثلت مفردات يصدفها النّاس ويعيشونها في يومياتهم وفي واعياتهم، وتحتاج كعناوين إلى تحديدات وربط علمي وموضوعي يواصل بينها ليس على قاعدة الإسقاط، بل على أرضية فعل حقيقي يقدم لتطوير الإنسان المتعامل مع كل منها على حدة أو معها مجتمعة.