-
/ عربي / USD
هكذا مات أبي كما حاولت إقناع نفسي، وهكذا رحلت أمي مع «العقيد» كما أقنعها أخوها، وهكذا سأعيش في كنف عمي كما أقنعتني الحياة!! إنها لحظة حاسمة تلك التي حكمت بيننا، لحظة قاسية تلك التي فرقتنا إلى أجزاء، لقد فسحت الطريق أمام وجوه كثيرة ألقت بأقنعتها على الأرض، وظهرت حاسرة الرأس مكشرة عن أنيابها، تريد التهام ما في القصعة، البيت الذي كان يضمنا لم يكن ينتظر شيئاً ليتقاسمه الورثة سوى أن يخرج منه وجهان أكلهما الفقر. لم تتحرك الريح قبل ذلك، لقد كان الهدوء الذي يطبق عليّ أنا وأمي محفزاً كبيراً لعاصفة هوجاء قادمة تدمر كل شيء بأمر ربها، علامات الذهول ارتسمت على وجوه أهل القرية، لم يشهدوا بشعاً من قبل إلى هذا الحد، الورثة –كل الورثة- كانوا على موعد مع بيع البيت، اجتمعوا في موقف يشبه التشفي، بل هو التشفي والانتقام.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد