“ما توصَّلت إليه في تجربة حياة: أنّنا نمتلك في داخلنا نفساً أخرى، تختلف عن كل تلك الأنفس التي تناولتها الدراسات، هي نفس كامنة في أعماقنا تنتظر منّا أن نوقظها، نفس تتكلّم، تحاول أن تصعد، تحاول أن تتنفس، تحاول أن تسعد، هي نفس تمتلئ حباً، وتبحث عن الحب في ذات الوجود، الذي لم...
“ما توصَّلت إليه في تجربة حياة: أنّنا نمتلك في داخلنا نفساً أخرى، تختلف عن كل تلك الأنفس التي تناولتها الدراسات، هي نفس كامنة في أعماقنا تنتظر منّا أن نوقظها، نفس تتكلّم، تحاول أن تصعد، تحاول أن تتنفس، تحاول أن تسعد، هي نفس تمتلئ حباً، وتبحث عن الحب في ذات الوجود، الذي لم تجده عند معظم البشر، فسافرت في رحلة تجول بين أنفس البشر، تجول في الكون وتسبّح خالقه، تدعوه أن يبعثها حيّة من جديد، لتبصر العالم الحقيقي، وتبدأ الحياة كما تريد؛ ليس كما طَبَعها مجتمعها المشوّه، ذلك الأخطبوط الذي لملم عاداته وتقاليده بل وأخلاقه وقيمه من هنا وهناك، لملمها بلا معنى ودون مغزى، ولم يحسب لأنفس البشر الفردية أي حساب. عالمنا في داخلنا، حياتنا في داخلنا، قوّتنا تنبع من عالمنا الحقيقي، الصراع في داخلنا لا بد أن ينتهي بانتصارنا ليس على أحد، بل على أنفسنا المزيّفة التي اقتحمت وجودنا عنوة ودون استئذان”.