-
/ عربي / USD
إنَّ هذا الكتاب يعرض الأوجه المتعددة للفكر السياسي العربي منذ القرن التاسع عشر والتي تندرج ضمن ثقافة غنية للغاية أصبحت منسية اليوم جرّاء سيل الأدبيات الدينية الإسلاموية الطابع التي ازدهرت خلال نصف القرن الأخير. ويستعرض المؤلف فيه حيوية هذا الفكر والمجادلات الرئيسة التي تميز بها.ويبرهن جورج قرم بأن العاملين في حقل الفكر السياسي العربي ليسوا جميعاً من أنصار الإسلام السياسي الراديكالي أو المعتدل، بل استمر العديد منهم في التعبير عن فكر نقدي عميق سواء على المستوى الديني أو الفلسفي أو الأنتروبولوجي أو التاريخي. وفي هذا السياق، يقوم المؤلف بتحليل أعمال المفكرين العرب النقديين في إطار التغييرات العملاقة الجغراسية والاجتماعية والاقتصادية التي أصابت العالم العربي منذ قرنين. وهو في ذلك يشرح كيف أن الدول الكبرى المسيطرة على الصعد العسكرية والأكاديمية والعلمية، ساهمت، إلى أبعد الحدود، في تهميش الفكر النقدي العربي، سواء فكر رواد النهضة العربية بمن فيهم عمالقة الأزهر الإصلاحيون أو الفكر التقدمي والاشتراكي العربي الذي قدّم مساهمات رئيسة في فهم القلاقل والاضطرابات التي أصابت الوطن العربي منذ حملة نابليون بونابرت في بداية القرن التاسع عشر، كما يشرح كيف تمّ تشجيع وتعميم الفكر الإسلاموي العربي الذي يسعى الآن إلى تجميد الفكر العربي وحصره في شخصية إسلامية لها طابع الغيرية المطلقة بالنسبة إلى الأديان والحضارات الأخرى.انَّ هذا الكتاب دليل للاطلاع على الطابع التعددي والنقدي للفكر السياسي العربي كما للفكر التاريخي والفكر الفلسفي العربي. ويذكّر المؤلف بأن الثقافة العربية قبل الإسلام، وكذلك بعده، تميّزت بالشِّعر بكل أنواعه إضافة إلى الفن والموسيقى والغناء، كما يرى أيضاً في اللغة العربية وقدراتها التعبيرية مخزوناً للوعي الجماعي الثقافي العربي، مهما كانت الجهود المبذولة من قوى خارجية وداخلية لإذابة الشخصية العربية في قالب ديني مغلق.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد