-
/ عربي / USD
شكلت حرب الخليج، بأسبابها ووقائعها وأبعادها، أزمة بل كارثة مست الأمة العربية كلها في صميمها، وما زالت. كما أوجدت هذه الأزمة- الكارثة، في الخليج والمشرق، أوضاعاً جديدة ومعقدة ستواجه أطراف الصراع - بما فيها الدول المتحالفة- صعوبة بالغة، وربما استحالة، في السيطرة عليها. وبالرغم من الدمار الذي ألحقته حرب الخليج الثانية بقطرين عربيين، بل بسببه أيضاً وضعت الوطن العربي، كما لم يحصل في أية حقبة، أمام خيارات حاسمة من حيث الأمن والتنمية والديمقراطية والعمل المشترك. وفي الوقت الذي عمقت الحرب الانقسام بين البلدان العربية الغنية والفقيرة، أطلقت مقاومة المحنة دينامية التضامن العربي الإسلامي على مستوى القاعدة الشعبية، ووحدت نوازع الشعور الوطني والقومي في المغرب والمشرق.
في هذا المناخ الذي يتطلب حواراً ونقاشاً وطرح تساؤلات وتصورات ومخارج وحلولاً، اجتمع مفكرون وباحثون وناشطون في الحقل العام، يمثلون مختلف الأقطار العربية ومختلف الأجيال والأفكار والتيارات، ملبين دعوة مركز دراسات الوحدة العربية المشاركة في الندوة التي نظمها في القاهرة حول "أزمة الخليج وتداعياتها على الوطن العربي" خلال الفترة 21-22 نيسان إبريل 1991.
وهذا الكتاب يضم كامل أوراق العمل المقدمة إلى الندوة، بالإضافة إلى المناقشات والتعقيبات التي دارت حول محاول أربعة، هي: صنع ألأزمة (جذورها) ، وإدارتها، وتقويم أهدافها، ومستقبل النظام العربي وبعدها.
ونأمل أن يكون لتعميم وقائع هذه الندوة فائدة لجمهور القراء في الوطن العربي، وفرصة لاستخلاص الدروس والعبر، وتثميرها في توليد وعي عربي سليم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد