تثير قضايا الأمن، والصراعات العنفيّة، اهتماماً واسعاً ومتصاعداً على المستوى العالمي، سواء أكانت هذه الصراعاتُ بين دولٍ مختلفة، أو بين جماعاتٍ مسلحة داخل الدولة، أو بين مجموعاتٍ تتوسَّلُ استخدامَ القوة في إطار معارضتها سياسة الحكومات في البلدان التي تتحرَّك فيها. هذا الأمر يدفع الباحثين والمتابعين، مؤسساتٍ وأفراداً، إلى رصدِ هذه التطورات في كثيرٍ من بلدان العالم، واستكشافِ أبعادها وتحوّلاتها ونتائجها، من زوايا مختلفة بينها أَحجامُ الإنفاق العسكريّ ومعاييرُه. ومن المعروف أنَّ معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي (السويد) هو في طليعة المؤسسات العلميّة المستقلّة المتخصّصة بالشؤون الاستراتيجية، وهو يحرص على ربط المعلومات والتحليلات بالأرقام الإحصائيّة الدالّة، كي يتمكّن الباحثون الاستراتيجيون، وصنّاع القرار، والمتابعون عامةً، من تكوين آرائهم وأحكامهم.
لقد دأب المعهد على هذا النهج منذ تأسيسه عام 1966، وفي هذا السياق أخذ يصدر سنويّاً، كتاباً موسوعيّاً متخصّصاً بعنوان «السلاح ونزع السلاح والأمن الدولي»، وفي العام 2003 تمَّ الاتفاق بينه وبين مركز دراسات الوحدة العربية - بيروت، على ترجمة الكتاب المذكور آنفاً، ونشره سنويّاً باللغة العربية، نظراً إلى أهميته الفائقة.
وجرياً على عادته كلّ سنة، يسرُّ مركز دراسات الوحدة العربية أن يقدّم هذا الكتاب إلى الباحثين والقرّاء العرب، بالتعاون مع معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي، ويثق، كما هو الأمر دائماً، بأنَّ هذا الكتاب، بموضوعيّته العلميّة، وبوفرة بياناته الإحصائية، وبدقّته التحليليّة، سيُثري المكتبة العربية، وسيكون مرجعاً للمؤسسات العلميّة والإعلاميّة والباحثين وصنّاع القرار.