تحاول فصول هذا الكتاب قراءة العلاقة الجدلية القائمة بين الإنسان والسلطة في عُمان، تمهيداً لفهم المشهد السياسي العُماني المعاصر؛ وهي تسعى لاستجماع ذلك المخزون الطاقوي في الإنسان العماني، الذي يتغذى من الروافد العقيدية والثقافية المتكاملة أو المترابطة، ومن التجارب السياسية والنضالية المتراكمة التي عبرت عن نفسها بوسائل وأوجه مختلفة في محطات تاريخية متعددة في سعي الإنسان العماني الدؤوب لبناء وطن مستقل ونظام ديمقراطي تسوده العدالة الاجتماعية وتتساوى فيه فرص العلم والعمل والمشاركة السياسية.
يتضمن الكتاب أربعة فصول إلى جانب المقدمة والخلاصة العامة والخاتمة. يُعيد الفصل الأول من الكتاب إلقاء الضوء على تجربة الحركات اليسارية في عمان في النصف الثاني من القرن الماضي، ويغطي الفصل الثاني تجربة الحركات الإسلامية في عمان منذ منتصف الثمانينيات إلى مشارف القرن الحالي، ثم يتناول الفصل الثالث تجربة المجتمع المدني في عمان والعوامل الكابحة لها وفرص تمكينها، أما الفصل الرابع فيعرض ويقيِّم تجربة الأطر الشبابية العمانية الجديدة وحراكها الشعبي المواكب لحراك الربيع العربي ونوافذ التغيير التي فتحتها.