-
/ عربي / USD
إن أشد الكتب تخريباً في عصرنا الحالي قد تكون مجموعة من
الأمثال القديمة.
كان نیکولاس غوميز دافيلا رجلاً واسع الاهتمامات، وشذراته
تعكس هذه الحقيقة. ورغم أنه كان إلى حد كبير متعلماً ذاتياً
ًحيث تلقى تعليماً ثانوياً ممتازاً، لكنه لم يدخل الجامعة أبداً، واعتمد بدلاً منها على مكتبته العملاقة - يمكن يحق أن يعتبر أحد كبار مفكري القرن العشرين، ففي المجالات البحثية نجده يكتب في الدين، الفلسفة، السياسة، التاريخ الأدب الجماليات، وغيرها. ولكن إلى جانب هذه الاهتمامات البحثية، فان العديد من شذراته تفصح عن بُعدٍ أشد شخصية، مع ملاحظات حميمة حول أمور كالحب والتقدم في السن، كان غوميز دافيلا بكل الاعتبارات يعتز بخصوصيته، ويهتم في الأساس بالبحث عن الحقيقة بنفسه. فلماذا إذن قد يدون أفكاره وملاحظاته في شذرات ومن ثم يطبعها، ولو سرًا؟ من الوارد جدا أن غوميز دافيلا كان هو الآخر مجموعة أمثال تخريبية، لقد كان ينكر الأصالة، و يؤكد أنه كان يرغب في نيل الحكمة بنفسه، ولكن رغم إصراره على أنه لم يكن يحاول كسب أي أحد إلى أسلوب تفكيره، ربما كان يضمر بعض الأمل في ايقاظ بعض الأرواح من سباتها اليقيني. لم يلجأ غوميز دافيلا بالطبع إلى أسلوب صاخب أو سوقي لايقاظنا نحن المعاصرين له؛ فقد كتب شذراته بنحو يمكن معه لكل من يصادفها أن يستلهم منها حكمة قديمة، لكنها تظل جديدة أبدا.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد