مسرح قصص وحكايات تحسبُها في البدء من اليوميّ المُعاش فإذا هي، عند التبصّر في فروعه المترامية، نُوًى سرديّة تختزن في عمقها نصوصًا تنبش في التاريخ وفي المسكوت عنه من دفين القضايا.تعود بك ميّة الكسوري في هذا العمل الفنّيّ إلى سبعينيّات القرن الماضي، تستنطق مرحلة مهمّة من...
مسرح قصص وحكايات تحسبُها في البدء من اليوميّ المُعاش فإذا هي، عند التبصّر في فروعه المترامية، نُوًى سرديّة تختزن في عمقها نصوصًا تنبش في التاريخ وفي المسكوت عنه من دفين القضايا.
تعود بك ميّة الكسوري في هذا العمل الفنّيّ إلى سبعينيّات القرن الماضي، تستنطق مرحلة مهمّة من تاريخ تونس ما تزال تُلقي بظلالها إلى اليوم: الحركة الطلاّبيّة والصراع ضدّ السلطة والخلاف حول أشكاله بين اليسار والإسلاميّين في مغامرة يتنازعها «أمل» في مستقبل أفضل و«هبة» قد تأتي بها الثورة، وإن ظلّت مبتورة لولا ضوء «نوّارة» الآتي من بعيد يشقّ غيمًا قادمًا من وراء البحار.
تغوص ميّة الكسوري في مواضيع شائكة ممتدّة الأطراف يرجّع فيها الحاضر صدى الماضي وإن ظلّ غالبها في المسكوت عنه، كالحبّ والجنس والنضال والاضطهاد والثورة والإرهاب... فيتشعّب السرد في مسارات تخدعك بتباعدها لكنّها سرعان ما تفاجئك بالتقائها عند نقطة قد تكون غافلاً عنها