"الممرّ الآمن" هو طريق اللاّوصول، وهو إذن طريق اللاّعودة، طريق الموت، ولا موت، لأن ّ الموت رفاهيّة لا تمنحها الحرب بيُسر."الممر الآمن يعني كلّ شيء إلاّ أنّه آمن فعلا" هذا هو جوهر الرواية، بكلّ ما تتضمّن من تناقض وعبث. وهذه الجملة الموجعة هي أقلّ ما يؤلم في "الممرّ". يضعنا...
"الممرّ الآمن" هو طريق اللاّوصول، وهو إذن طريق اللاّعودة، طريق الموت، ولا موت، لأن ّ الموت رفاهيّة لا تمنحها الحرب بيُسر.
"الممر الآمن يعني كلّ شيء إلاّ أنّه آمن فعلا" هذا هو جوهر الرواية، بكلّ ما تتضمّن من تناقض وعبث. وهذه الجملة الموجعة هي أقلّ ما يؤلم في "الممرّ".
يضعنا الكاتب مباشرة أمام أبشع ما في الحرب من صور، ويوغل بنا عميقا في ذاكرة الجرح، آلته في ذلك لسان طفل لم يتجاوز الرابعة عشرة من العمر.
ويا له من سرد ذلك الذي ينشئه الأطفال!
لم يقف جان دوست في هذه الرواية على السرد التسجيليّ وحسب، بل قارع من خلالها قامات روائية عالمية كبرى، فبين الواقعي والسحريّ خيط رفيع دقيق:"ماذا لو أنّك أفقت صباحا عاجزا عن الحركة لأنّك ببساطة تحوّلتَ إلى قطعةٍ ضخمة من الطباشير؟ ثم ماذا لو وجدتَ نفسك يغمُرك السيل؟ هل ستصمد ذرّاتك الجيريّة حتّى تواصل السرد؟!"
بلال المسعودي