في منتصف الرواية يقول القائد لجنوده : أيها السادة ، إن العذاب والألم ليسا المفتاحين الوحيدين لسبر أغوار الروح . بل هما أحياناً ، بلا جدوى . لا تنسوا أن هناك مفاتيح أخرى :الحنين ، الكبرياء، الحزن ، العار ، الحب. انتبهوا جيداً للشخص الماثل أمامكم . لا تتشبثوا بآرائكم دون فائدة ....
في منتصف الرواية يقول القائد لجنوده : أيها السادة ، إن العذاب والألم ليسا المفتاحين الوحيدين لسبر أغوار الروح . بل هما أحياناً ، بلا جدوى . لا تنسوا أن هناك مفاتيح أخرى :الحنين ، الكبرياء، الحزن ، العار ، الحب. انتبهوا جيداً للشخص الماثل أمامكم . لا تتشبثوا بآرائكم دون فائدة . ابحثوا عن المفتاح . يوجد دائماً مفتاح .
بعيداً عما يمكن أن يثيره هذا الخطاب ، فإنه يلخص بشكل جيد موقف جيروم فيراري الروائي وأستاذ الفلسفة معاً ، جيروم فيراري
الذي لا يكف في هذه الرواية عن سبر أغوار الروح الإنسانية في أشد زواياها ظلمة وأكثرها التواءً بأسلوب محتدم ومتقن وعاطفي . إنها حكاية شخصين ورفيقي سلاح أنجبتهما الحرب .
في تسلسل الأزمنة والأمكنة التي توحي باستمرار العنف الأعمى والدموي يرتسم طريق وعر وقاحل خارج العالم . محنة خاضها رجلان في مواجهة ذاتيهما وشيطانيهما . من هذا الغوص في الهاوية المزعجة والمرعبة ، من هذا البحث المستحيل في ما وراء الخير والشر ، تطالعني شخصياً قناعة راسخة وهي أنني قرأت واحدة من أشد الروايات تأثيراً في حياتي.