حدَّثنا التاريخ عن أمراض مختلفة استشْرت كالنار في الهشيم وكانت عدوّاً لا يرحم. والأمثلة على ذلك كثيرة: كالطاعون والسل والجدري والتيفوس والملاريا والبرص (الجذام) والسفْلِس. ولم تكن تلك الأوبئة تعترف بالحدود بين الدول بل كانت تنتقل فيما بينها زراعة الموت والخراب. وقد أدّت...
حدَّثنا التاريخ عن أمراض مختلفة استشْرت كالنار في الهشيم وكانت عدوّاً لا يرحم. والأمثلة على ذلك كثيرة: كالطاعون والسل والجدري والتيفوس والملاريا والبرص (الجذام) والسفْلِس. ولم تكن تلك الأوبئة تعترف بالحدود بين الدول بل كانت تنتقل فيما بينها زراعة الموت والخراب. وقد أدّت الاكتشافات الطبية الحديثة إلى فهْم أشمل وأعمق لأنواع كثيرة من هذه الأوبئة، ولذلك زال خوف الناس من معظمها وتحوّل الخوف نحو الأمراض السرطانية.
وفجأة، وفي بداية هذا العقد، ظهر وباء مخيف لم يكن يتوقّعه أحد. وباء فاتل اكتُشف أولاً في الولايات المتحدة الأميركية، وسرعان ما انتشر في العديد من الدول الأخرى حتى وصل إلى وطننا العربي. إنه وباء الايدز أو السيدا.
أدّت الأبحاث المكثّفة في هذا الميدان إلى فهم عميق لطبيعة هذا الوباء وذلك في فترة زمنية قصيرة جداً. والباحث في هذا الوباء يجد سيلاً من المعلومات عنه يتدفق باستمرار.
وقد قام الدكتور سعيد الصايغ بدراسة شاملة في هذا الموضوع كانت نتيجتها هذا الكتاب القيّم الذي يبحث في أبوابه العشرة كل جوانب هذا المرض الوبيل بلغة عربية سلسلة سهلة الفهم، وعلْمية واضحة، داعماً إياها بالصور التفصيلية واللوائح، وخاتماً كلاًّ من هذه الأبواب بموجز يشدّد فيه على أهم النقاط.
إنّ كلّ هذا يجعل من الكتاب مرجعاً مهماً في اللغة العربية عن وباء متلازمة القصور في المناعة المكتسبة لكلّ مَنْ يريد الاطلاع على هذه الآفة من طبيب أو تلميذ عربي أو مثقف يتطلع إلى مزيد من المعرفة.