-
/ عربي / USD
يتناول هذا الكتاب أزمة الخلافة العباسية، بدءاً من التأسيس العاصف، وما نجم عنه من صراعات على السلطة والنفوذ، ومن ظهور طبقة العسكر، أو مقدماته، من الترك والرقيق، وانتهاءً بعهد المعتصم واتخاذ سامراء عاصمة جديدة للخلافة.
وقد توقف المؤلف خصوصاً عند عهد المأمون، راصداً، عبر تمهيد تاريخي العلاقة مع الترك، وإرهاصات ظهور طبقة العسكر.
بداية يتناول الكتاب "إرث عهد المأمون" والظروف التاريخية التي وجد المعتصم نفسه في مواجهتها، ومن أبرز مظاهرها الحرب مع البيزنطيين، ومشاكل ولاية العهد.
ثم تتبع المؤلف سيرة الخليفة الجديد، المعتصم وتوليه الخلافة، واصفاً شخصيته بالغموض، كما توقف عند الأصل التركي غير المحسوم لأمّه، بخلاف أسلافه أيضاً، المولودين من أمهات عربيات.
بعدها يخوض المؤلف في الإشكالية المحورية للكتاب وهي المعتصم والترك، مستهلاً بتاريخية العلاقة بين المسلمين والترك، والتي كان من تعبيراتها في عهد المأمون. انخراط جماعات كثيرة من السغد وفرغاته وأشروسنة والشاش وغيرها في الإسلام. وقد سعى المعتصم بعد أن آلت الخلافة إلى تجنيد أعداد إضافية من هؤلاء الترك في جيشه، ليس تعزيزاً. كما هو متداول. لموقعه السياسي أمام معارضي عهده فحسب، بل وجدهم أكثر كفاءة لخدمة أغراضه العسكرية.
وهكذا بات المعتصم أمام واقع "عسكرة" الخلافة، والذي اكتمل فصولاً بانتقال مركز الخلافة من بغداد.
وأخيراً فقد تناول المؤلف أهم الأحداث في عهد المعتصم، متسقة مع الإشكالية المحورية في الكتاب، ومتوائمة والنزعة العسكرية لشخصية الخليفة، والظروف التاريخية التي أحاطت بعهده.
لقد كان عهد المعتصم قصيراً، لم يتعد السنوات الثمان، ولكنه كان حافلاً بالأحداث الجسام، ثورات وحروباً خارجية، فضلاً عن المؤامرات التي استهدفته معبرة عن اتساع جبهة المعارضة ضده.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد