يرتبط البحث في العلاقات اللبنانية السورية، المتأزمة ماضياً وحاضراً، بواحدة من أهم القضايا اللبنانية تعقيداً وحساسية، لأنه محاط بأسوار من التوتر والمجاملة والأسرار. ولعلّ المرحلة الأبرز في تاريخ لبنان وسورية، والتي تفسّر ما حدث وسيحدث بين هذين البلدين الشقيقين هي تلك...
يرتبط البحث في العلاقات اللبنانية السورية، المتأزمة ماضياً وحاضراً، بواحدة من أهم القضايا اللبنانية تعقيداً وحساسية، لأنه محاط بأسوار من التوتر والمجاملة والأسرار. ولعلّ المرحلة الأبرز في تاريخ لبنان وسورية، والتي تفسّر ما حدث وسيحدث بين هذين البلدين الشقيقين هي تلك الممتدة ما بين العامين 1943 و1964، والتي توّجت نضالاً مشتركاً لتحقيق استقلال لبنان عام 1943 واستعادة سورية وحدتها الداخلية واستقلالها.هذا الكتاب يعالج بعمق العلاقات اللبنانية السورية، عبر قراءة واعية لسياق الأحداث التاريخية، بدءاً من هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، ونجاح الغرب عبر اتفاقات سايكس بيكو سازانوف في تقاسم النفوذ في المنطقة العربية، ووصولاً إلى التجزئة السياسية للمناطق السورية واللبنانية، وتفعيل الخصوصيات الإقليمية والمناطقية والطائفية فيما بينها. كما أنه يكشف عن الأسباب الفعلية لتدهور العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى مدى تأثير التيار القومي العربي، ويسبر أغوار علاقات كل منهما على الصعيدين العربي والعالمي. باعتماده على المنهج التحليلي عبر تقصّي الوقائع والأحداث وإعادة تركيبها، يقدم هذا الكتاب إضافات جديدة في فهم العلاقات اللبنانية والسورية، ويغني زادنا الفكري والمعرفي للتعامل مع معضلات تضع البلاد في تجارب سياسية صعبة ودائمة، غالباً ما تدفع ثمنها الشعوب.